خطير..واقعة استغلال “معلمة” يكشف جذور شبكة ابتزاز واستغلال بالبيضاء

محمد البشيري/

تمكنت عناصر الدرك الملكي ببوزنيقة من تفكيك شبكة متورطة في النصب والاحتيال، ضحيتها معلمة تعاني من اضطرابات نفسية، بعد تعرضها للاستغلال من طرف فتاة ووالدتها وزوج الأخيرة، الذين أوهموها بقدرتهم على علاجها روحانيًا مقابل مبالغ مالية كبيرة.

تفكيك شبكة نصب استغلت معلمة عبر الشعوذة والاستدراج

ووفقًا للمعطيات المتوفرة، فقد تقدمت الضحية بشكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بابن سليمان، أفادت فيها بأنها تعرضت للنصب من طرف فتاة تعرّفت عليها عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي، حيث قدمت الأخيرة نفسها كوسيط لمعالجة روحانية ذات “قدرات خارقة”، ليتضح لاحقًا أن المعالجة ليست سوى والدتها.

وأوضحت التحقيقات أن الفتاة ووالدتها تورطتا في استنزاف مالي ممنهج للضحية، عبر طلبات مالية متكررة بحجة تنفيذ طقوس وعلاجات روحانية لإزالة “السحر الأسود” و”الطاقة السلبية”.

وبلغت قيمة المبالغ التي أُرسلت عبر وكالات تحويل الأموال نحو 95 ألف درهم، وكان الزوج هو من يتسلمها، ليتبين لاحقًا أنه شريك في العملية.

كما كشفت الأبحاث أن المتهمتين معروفتان لدى الجهات القضائية، إذ ورد اسمهما في شكاية أخرى تتعلق بالابتزاز والتشهير، تقدم بها صحفي من الدار البيضاء، اتهمهما بفبركة وقائع ملفقة واتهامات باطلة في حقه وبعض رجال القضاء، بهدف ابتزازه مادياً ومعنوياً، وذلك بتواطؤ مع شخص من ذوي السوابق القضائية.

وذكرت مصادر مطلعة أن النيابة العامة تتابع القضية بالنظر إلى خطورتها، حيث يواجه المتهمون تهماً تتعلق بالنصب، الشعوذة، واستغلال الهشاشة النفسية.

وقد تم اعتقال المشتبه فيهم، وهم الفتاة (س.ك)، ووالدتها (إ.ز)، وزوجها (ر.ز)، حيث جرت أولى جلسات المحاكمة أمس الاثنين، وتم رفض طلب السراح المؤقت، فيما تقرر تأجيل الجلسة إلى يوم الأربعاء 26 مارس 2025.

وتسلط هذه الواقعة الضوء على ظاهرة النصب تحت غطاء العلاج الروحاني، واستغلال الأفراد في وضعيات نفسية هشة، ما دفع نشطاء حقوقيين للمطالبة بتشديد الرقابة القانونية والتصدي لمثل هذه الممارسات، التي تستغل مواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف ضحاياها.