









المختار جدوان: مسيرة فنية حافلة تتحول إلى دعوة إسلامية
الوكالة
2025-08-03

عبدالكريم الحساني
المختار جدوان، الذي وُلد في الرباط عام 1967، هو فنان مغربي سابق في مجال الموسيقى الشعبية، ويعد من أبرز الوجوه التي تركت بصمة واضحة في الساحة الفنية المغربية خلال الثمانينات والتسعينات. نشأ في أسرة فنية حيث كان جميع إخوته يديرون فرقهم الموسيقية الخاصة، ما مهد له الطريق للانخراط في عالم الموسيقى منذ الصغر. تأثر جدوان بعدد من الأسماء الفنية المغربية اللامعة مثل “ناس الغيوان”، “جيل جيلالة”، ومحمد المراكشي، ومحمد بنعمر الزياني، مما ساعد في تشكيل ذائقته الفنية.
البداية الفنية
بدأ جدوان مسيرته الفنية الاحترافية في عام 1987، حين أطلق ألبومه الأول بعنوان “أنا لمسيكينة” رفقة فرقته الموسيقية التي عرفت باسم “أوركسترا جدوان”. هذا الألبوم كان بداية لانطلاقته في عالم الفن، حيث اكتسب شهرة واسعة في المغرب، وبدأ يُشارك في حفلات موسيقية كبيرة ومهرجانات، فضلاً عن كونه جزءاً من العديد من الأعراس والمناسبات الشعبية في مختلف المدن المغربية.
تميز جدوان بصوته الفريد وأسلوبه المميز في الغناء الذي جمع بين الموسيقى الشعبية المغربية والأنماط الغنائية المختلفة، مما جعله يحظى بجماهيرية واسعة. كان يُغني بعدة لهجات مغربية ليتناسب مع التنوع الثقافي واللغوي في المغرب، مما ساعده في توسيع قاعدة معجبيه داخل وخارج البلاد.
الانتقال إلى الدعوة الإسلامية
رغم نجاحه الفني والشهرة التي حققها، كان للمختار جدوان جانب آخر في حياته لم يكن معروفًا للكثيرين: اهتمامه الديني. فقد كان معروفًا بورعه وتقواه، حيث قرر في مرحلة مبكرة من حياته التوجه نحو العمل الديني. في عام 1992 و1993، قام بأداء مناسك العمرة، وهو ما كان له تأثير كبير في مسار حياته المستقبلية.
ومع بلوغه سن الأربعين، قرر جدوان أن يوقف مسيرته الفنية نهائيًا. في عام 2008، أعلن عن اعتزاله للموسيقى بشكل رسمي، مبررًا قراره بالتزامه الديني ورغبته في الابتعاد عن الأضواء. بعد اعتزاله، بدأ يركز بشكل كامل على الدعوة الإسلامية، حيث أصبح قارئًا للقرآن في عدد من المساجد في المغرب. كما شارك في العديد من الأنشطة الدينية، وحظي بفرص لتقديم محاضرات دينية في مناسبات مختلفة.
إرث مختار جدوان الفني والديني
بعد اعتزاله، تحول المختار جدوان إلى شخصية دينية تحظى باحترام واسع في الأوساط الإسلامية، حيث ساهم في نشر الوعي الديني من خلال مشاركاته في مختلف الفعاليات الدينية. واصل دعوته إلى الله من خلال البرامج الدينية والمناسبات التي شارك فيها، مما جعله أحد الوجوه البارزة في المجتمع المغربي، ليس فقط من خلال مسيرته الفنية، ولكن أيضًا من خلال التزامه بالدعوة الإسلامية.




