كوريا الجنوبية تزود المغرب بحافلات كهربائية متطورة

في إطار جهوده لتعزيز النقل المستدام، يواصل المغرب العمل على إدخال أنظمة الحافلات الكهربائية في العاصمة الرباط، استعدادًا لاستقبال الزوار خلال كأس العالم 2030، الذي تستضيفه المملكة بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

تم توقيع اتفاقية بين الوكالة الكورية للتعاون الدولي ومجلس مدينة الرباط لإطلاق مشروع النقل العام المستدام، بتمويل كوري يبلغ نحو 13 مليون دولار. ويهدف المشروع إلى توفير حافلات صديقة للبيئة وتعزيز الوعي بالنقل الأخضر، مع الاستفادة من الخبرة الكورية لضمان نجاح تطبيق الحلول المتقدمة، حيث يمتد تنفيذ المشروع بين عامي 2025 و2028.

تأتي هذه الشراكة لتعزيز التعاون بين المغرب وكوريا الجنوبية في مجال النقل الصديق للبيئة، إذ التزم الطرفان بضمان التنفيذ الفعّال وتعظيم أثر المشروع في تحسين النقل الحضري بالرباط. وأكدت المديرة الإقليمية للوكالة الكورية أن مؤسستها مستعدة لدعم هذه المبادرة، في حين أبدى مجلس مدينة الرباط التزامه بتقديم الدعم الإداري لاستكمال إجراءات استيراد الحافلات الكهربائية، ضمن جهود البلاد لتبني تقنيات النقل النظيف وخفض الانبعاثات.

في السياق ذاته، كشف وزير الصناعة والتجارة رياض مزور عن خطة المغرب لشراء 7 آلاف حافلة استعدادًا للأحداث الرياضية الكبرى، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية أطلقت أول مناقصة لاقتناء 1317 حافلة، من بينها 30 كهربائية، مع استهداف تحويل نصف الأسطول المتبقي إلى كهربائي في إطار الانتقال إلى نظام نقل أكثر استدامة.

وتعد صناعة السيارات الكهربائية في المغرب ركيزة رئيسة للنمو الصناعي في أفريقيا، مستفيدة من موقع المملكة القريب من الأسواق الأوروبية، ووفرة الموارد المعدنية، وقطاع الطاقة المتجددة المتنامي. كما أن توسع هذا القطاع يمنح المغرب فرصة ريادية في صناعة السيارات والبطاريات بشمال أفريقيا، مع الاستفادة من احتياطياته الهامة من الفوسفات لإنتاج بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم.

وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، نجح المغرب في استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية بفضل بيئته الاستثمارية الجذابة وانخفاض تكاليف العمالة، مما عزز مكانته في قطاع السيارات. وتواصل المملكة جهودها لتعزيز هذه الصناعة، مع قدرة إنتاجية تصل إلى 650 ألف سيارة سنويًا، وتوسيع شركات كبرى مثل رينو وستيلانتس لمرافق التصنيع داخل البلاد، ما يعزز مكانة المغرب كمركز صناعي رئيسي.

وتجدر الإشارة إلى أن عام 2023 شهد تفوق صادرات السيارات المغربية إلى الاتحاد الأوروبي على عائدات صادرات قطاع تعدين الفوسفات، ما يعكس التحول الكبير الذي تشهده المملكة في مجال الصناعة والتصدير.