عبد الواحد الشفقي: جدلية الثقافة والسياسة في هندسة التدبير المحلي والتشريع البرلماني

الوكالة

2025-03-21

بدر قلاج _ مراكش

في عالم السياسة، نادراً ما نجد توازناً متكاملاً بين الثقافة والتجربة السياسية، فغالباً ما يطغى أحدهما على الآخر، إلا أن عبد الواحد الشفقي يمثل نموذجاً استثنائياً لرجل جمع بين هذين البعدين، ليخلق معادلة نادرة في المشهد السياسي المغربي. فهو ليس مجرد رئيس لمجلس مقاطعة المنارة، يدير شؤونها بتأنٍ وحكمة، بل هو أيضاً برلماني لا ينفصل عن نبض الشارع، يتفاعل مع قضايا المواطنين ويدافع عن مصالحهم في قبة البرلمان بروح المسؤولية والالتزام.

ما يميز الشفقي ليس فقط موقعه السياسي، بل منهجيته في التدبير التي تقوم على الاقتراب من المواطن، سواء عبر اللقاءات المباشرة أو من خلال الفضاءات الرقمية، حيث يسخّر وسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع دائرة الحوار، في مشهد سياسي اعتاد فيه المواطنون على بُعد النخب عن همومهم. هذا الحضور المستمر جعل منه أكثر من مجرد منتخب؛ بل صوتاً حقيقياً يعكس تطلعات الساكنة، في علاقة تكاملية بين الفعل السياسي والعمل القاعدي، بين الخطاب الموجه للبرلمان والخطاب المنصت لنبض الشارع.
إن تجربة الشفقي تقدم نموذجاً لمعادلة فريدة تجمع بين التنظير والممارسة، بين الثقافة السياسية التي تمنحه رؤية استراتيجية، والتجربة الميدانية التي تجعله قريباً من نبض الساكنة. فهل يمكننا اعتبار هذا النموذج بداية لمرحلة جديدة في التدبير السياسي المحلي، حيث يصبح المنتخب أكثر من مجرد وسيط بين المواطن والحكومة، بل فاعلاً يخلق دينامية تفاعلية تعيد الثقة للمواطن في مؤسساته؟ سؤال يظل مفتوحاً في ظل الحاجة إلى نخب سياسية قادرة على تحقيق هذا التوازن الصعب بين السياسة كفن تدبير والسياسة كالتزام مجتمعي.

تصنيفات