صناعة الطيران بالمغرب.. دينامية متسارعة واستثمارات استراتيجية

الوكالة

2025-03-13

عبد الغني جبران/

يشهد قطاع صناعة الطيران في المغرب تطورًا لافتًا جعله من بين أبرز الفاعلين في القارة الإفريقية، مستفيدًا من رؤية استراتيجية محكمة أرساها الملك محمد السادس، إلى جانب بنية تحتية متقدمة ومناخ استثماري مشجع.

خلال أقل من عقدين، تمكن المغرب من تأسيس قاعدة صناعية حديثة في مجال الطيران، مدعومة بكفاءات بشرية مؤهلة وبيئة مواتية لجذب الاستثمارات. وتشير بيانات مكتب الصرف إلى أن صادرات القطاع بلغت أكثر من 200 مليون دولار خلال يناير من السنة الجارية، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 14.2% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. كما عرف نشاط تجميع مكونات الطائرات نموًا بنسبة 16.2% ليصل إلى 140 مليون دولار، بينما ارتفعت صادرات أنظمة الأسلاك الكهربائية بنسبة 11.2% لتبلغ 81 مليون دولار.

يعكس هذا التطور الكبير نتائج الاستراتيجية الوطنية التي تم تسطيرها في إطار الرؤية الملكية، والتي تهدف إلى تعزيز جاذبية المغرب كمركز صناعي عالمي.

وقد نجح هذا التوجه في جذب شركات كبرى مثل “بوينغ” و”إيرباص”، التي اختارت المغرب كموقع لتوسيع أنشطتها بفضل تنافسيته العالية وتوفره على يد عاملة مؤهلة.

يشكل تطوير الكفاءات الوطنية أحد الركائز الأساسية في هذا المسار، حيث تم إنشاء مؤسسات ومعاهد متخصصة، من أبرزها معهد مهن الطيران وصناعات المعادن بالدار البيضاء، والذي يعمل على تكوين تقنيين ومهندسين قادرين على تلبية متطلبات سوق العمل وفق المعايير الدولية.

وتُعد المنطقة الصناعية “ميدبارك” بالنواصر منصة حيوية تحتضن مجموعة من الشركات والمصانع المتخصصة في تصنيع أجزاء الطائرات ومعداتها، مما يعزز مكانة المغرب كقطب صناعي إقليمي في هذا المجال.

هذا وتواصل المملكة جهودها لتوسيع آفاق هذا القطاع، من خلال استهداف خلق 40 ألف فرصة شغل في مجال صناعة الطيران بحلول سنة 2030، إلى جانب جذب المزيد من الاستثمارات الكبرى، مدعومة بإصلاحات هيكلية من بينها الميثاق الجديد للاستثمار، الذي يسعى إلى تعبئة نحو 50 مليار دولار لتشجيع المشاريع الكبرى وتبسيط المساطر الإدارية والضريبية.