دوري رمضان بتسلطانت: حين تلتقي الرياضة بالفن في معركة الزمن الرمضاني

الوكالة

2025-03-23

بدر قلاج / عدسة: محمد حيا

في قلب رمضان، حيث يمتزج صوت الأذان بصدى الجماهير، يعود دوري رمضان لكرة القدم 2025 في تسلطانت ليشكل لوحة فريدة تجمع بين التنافس الرياضي والإبداع الفني. الحدث، الذي تنظمه جمعية اتحاد زرابة للتضامن والتنمية بشراكة مع جماعة تسلطانت، الجمعية الرياضية زرابة تسلطانت، وجمعية الأمل للتنمية، يتجاوز كونه مجرد منافسة رياضية ليصبح احتفالًا يعيد تعريف العلاقة بين الرياضة والفن في سياق مجتمعي يزخر بالحماس والتآخي.

المواجهة المنتظرة بين فريق ݣلاكسي ستار وفريق المرس أغوطيم ليست مجرد مباراة، بل هي انعكاس لصراع الإرادة والمهارة، حيث تصبح المستطيلات الخضراء مسرحًا تتجلى فيه روح المثابرة والسعي نحو المجد. ومع حضور نخبة من الفنانين من بينهم الفنان القدير محمد زوال، والنائب الأول لرئيس جمعية اتحاد زرابة الفنان منير العزيزي، والكاتب والممثل بدر قلاج، والفنان الفوتوغرافي محمد حيا لإضفاء طابع جمالي على الحدث، يتخذ الدوري بُعدًا آخر، حيث تمتزج هتافات الجماهير بإيقاعات الفن، ليصبح الملعب فضاءً تتعانق فيه الأرواح بين فرحة الانتصار ومرارة الهزيمة.

إن إقامة هذا الدوري في ملعب علال بن المكي ليست مجرد اختيار مكاني، بل هي امتداد لذاكرة رياضية نابضة بالحياة، حيث تعود كرة القدم إلى جوهرها الشعبي، بعيدًا عن الأضواء الصاخبة، لتلامس وجدان الجماهير وتعيد تعريف الرياضة كتعبير عن الهوية الجماعية. وفي ظل هذا الزخم، يصبح الدوري ليس فقط مناسبة رياضية، بل أيضًا تجربة إنسانية تكرّس قيم التضامن والتنمية، وتمنح الشباب فرصة لصياغة أحلامهم في فضاء يتجاوز حدود الملعب.

بعد ختام المواجهة الحماسية، لم يكن الختام مجرد صفارة حكم، بل كان بداية لطقس رمضاني آخر يعكس قيم الأخوة والتضامن. اجتمع اللاعبون والجماهير والفنانون حول مائدة الإفطار الجماعي، حيث تلاشت الحدود بين المنافسين وتحولت لحظات الترقب والتحدي إلى أجواء ودية تعزز الروابط الإنسانية. في هذا اللقاء، لم يكن الطعام مجرد زاد للجسد، بل كان زادًا للروح، حيث امتزجت نكهة الأطباق بنكهات الذكريات والابتسامات، ليؤكد دوري رمضان بتسلطانت مرة أخرى أنه أكثر من مجرد بطولة رياضية، بل هو فسحة للتآخي والتلاقي في حضرة الشهر الكريم.
في زمن تتسارع فيه الأحداث، يظل دوري رمضان بتسلطانت شاهدًا على أن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي مرآة تعكس روح المجتمع، حيث تلتقي المهارة بالموهبة، ويتقاطع العرق مع الإبداع، ليُكتب فصل جديد من الحكايات الرمضانية التي تظل محفورة في الذاكرة الجماعية، حيث يصبح المستدير الساحر لغة تتحدث بها الأرواح، قبل أن تُترجمها الأقدام.