









تفكيك شبكة لتهريب المخدرات عبر النقل الدولي
الوكالة
2025-02-17

عبدالكريم الحساني
شهدت منطقة سيدي مومن بالدار البيضاء، صباح يوم الخميس ، حالة استنفار أمني بعد تدخل عناصر الفرقة الوطنية للدرك الملكي لتفتيش شقة داخل إقامة سكنية راقية، في إطار تحقيقات حول شبكة متورطة في تهريب كميات كبيرة من مخدر الشيرا عبر النقل الدولي والإرساليات. وجاء هذا التدخل عقب تعرض مالك الشقة، الذي يعمل في النقل الدولي، لحادثة سير في منطقة سيدي قاسم، وهو ما أدى إلى اكتشاف شحنة المخدرات التي كانت بحوزته.
عرفت العملية مشاركة مختلف الأجهزة الأمنية، التي نسّقت جهودها مع مسؤولي الفرقة الوطنية للدرك، حيث تم تفتيش الشقة دون العثور على أي ممنوعات. وبناءً على المعطيات الأولية، انتقلت فرق التفتيش إلى مستودع بسيدي مومن مخصص لتجميع الإرساليات الموجهة إلى الخارج، حيث خضع لتفتيش دقيق.
وأفضت هذه العملية إلى حجز مبالغ مالية كبيرة، بعضها بالعملة الوطنية وأخرى بالعملات الأجنبية، إضافة إلى عدد من الحقائب النسائية الفاخرة التي تحمل أسماء ماركات عالمية، والتي سيتم إخضاعها للخبرة التقنية للتأكد من مدى أصالتها، وما إذا كانت تستغل كوسيلة لإخفاء المخدرات أثناء تهريبها.
رغم الدلائل التي تشير إلى تورطه، تمسّك الموقوف ببراءته، مؤكداً أنه يحرص على تفتيش جميع الإرساليات التي يتولى نقلها، وأن المخدرات تم دسّها دون علمه. غير أن المعطيات الأمنية تشير إلى وجود احتمال قوي لاستغلال النقل الدولي كواجهة لتهريب المخدرات نحو الخارج، خاصة بعد اكتشاف كميات كبيرة من الشيرا داخل حقائب نسائية داخل ناقلة بعد الحادثة التي تعرض لها في سيدي قاسم.
كان المشتبه فيه في طريقه إلى أوروبا محملاً بإرساليات مواطنين، وعند وصوله إلى سيدي قاسم تعرض لحادثة سير خطيرة، ما استدعى تدخل عناصر الدرك الملكي. وخلال إجراءات المعاينة، لاحظ رجال الدرك وجود حقائب نسائية باهظة الثمن داخل السيارة، وبفتحها كانت المفاجأة الكبرى، إذ عُثر بداخلها على كميات ضخمة من مخدر الشيرا، إلى جانب مبالغ مالية هامة.
وبعد مواجهته بالمضبوطات، أصرّ الموقوف على نفي أي علم له بالمخدرات، مؤكداً أنه متخصص فقط في نقل الإرساليات بين المغرب وأوروبا. إلا أن المعطيات الأولية دفعت النيابة العامة إلى إصدار أوامر بوضعه تحت تدابير الحراسة النظرية لتعميق البحث وكشف مدى ارتباطه بشبكات دولية للاتجار في المخدرات.
أدى الكشف عن هذه العملية إلى فتح تحقيق موسّع حول إمكانية استغلال شبكات التهريب للنقل الدولي والإرساليات لتهريب المخدرات. وبناءً على ذلك، دخلت الفرقة الوطنية للدرك الملكي على الخط لتحديد ما إذا كان المشتبه فيه قد تورط سابقاً في عمليات مماثلة، وما إذا كانت هناك شركات نقل أخرى متورطة في هذا النشاط غير القانوني.
وتواصل السلطات الأمنية تحرياتها الدقيقة، حيث يتم التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والدرك الملكي لتفكيك الشبكات التي تستغل قطاع النقل الدولي والإرساليات كواجهة لتهريب الممنوعات. ومن المتوقع أن تكشف التحقيقات مزيداً من التفاصيل حول امتدادات هذه الشبكة، وأسماء المحتمل تورطهم في هذه العمليات الإجرامية.




