









إعادة تشكيل رياضة الكراطي في مراكش: رؤية مستقبلية نحو الارتقاء بالثقافة الرياضية والهوية الجهوية
الوكالة
2025-01-30

بدر قلاج _ مراكش
مراكش، 30 يناير 2025 – في مشهد يعكس تطلعات رياضية وثقافية كبيرة، نظمت عصبة مراكش تانسيفت الحوز للكراطي وأساليب مشتركة جمعًا عامًا غير عادي يوم الثلاثاء 30 يناير 2025 في القاعة الكبرى بالمركب الثقافي بحي الحسني في مدينة مراكش.

إن هذا الحدث لم يكن مجرد لقاء رياضي تقليدي، بل كان منصة حوارية عميقة حول أفق رياضة الكراطي في المغرب، وإعادة تشكيلها بما يتماشى مع الحاجات الرياضية المحلية والطموحات الجهوية والدولية.

المستقبل يبدأ من هنا: ديناميكية التغيير داخل الكراطي
الاجتماع الذي جمع بين الفاعلين الرياضيين، المدربين، الحكام، والأندية المعنية بالكراطي في الجهة، كشف عن رغبة قوية نحو تجديد جذري في الطريقة التي يتم بها ممارسة الرياضة وتنظيمها على المستوى الجهوي. في قلب هذا التغيير، كان التعديل المهم الذي طال اسم العصبة ليصبح “عصبة جهة مراكش للكراطي وأساليب مشتركة”. هذه الخطوة، التي قد تبدو إداريّة للوهلة الأولى، تحمل في طياتها الكثير من الأبعاد الفلسفية التي تعكس التحول والتطور. ليس فقط على مستوى الهيكلة، بل على مستوى ثقافة الرياضة ذاتها، حيث يتم السعي نحو تعزيز الهوية الجهوية ورفع مستوى التنافسية.
كما شدد المستشار القانوني السيد ماجد كمال في مداخلته على أن هذا التغيير لا يقتصر على مجرد تعديل إقليمي، بل هو عملية فكرية ورياضية تنطوي على هدف أكبر، وهو توفير بيئة رياضية أفضل وأكثر تكاملاً في الجهة، باستثناء مدينة آسفي. هذا الطرح يبرز أن الرياضة، مثلها مثل الفلسفة، تتطلب رؤية واسعة وعمقاً في التفكير، إذ تبتعد عن التقليدية لتتخذ من التحديث والانفتاح أساساً لنجاحاتها المستقبلية.
دور الفاعلين الرياضيين: التكامل بين الفكر والتنظيم
وفي هذا السياق، كان حضور ممثلين عن مختلف الهيئات الرياضية والثقافية في الاجتماع بمثابة شهادة على التضامن الرياضي الذي يحكم علاقة مختلف الأطراف. فوجود ممثل السلطة المحلية، رئيس اللجنة الملكية، ممثل الجامعة الملكية المغربية للكراطي وأساليب مشتركة، وممثل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، إضافة إلى منخرطي العصبة، يعكس وحدة الهدف بين مختلف الشركاء في دعم وتطوير رياضة الكراطي في الجهة.
إن الاجتماع كان بمثابة محطة مهمة لتبادل الآراء والرؤى حول التحديات التي تواجه الأندية المحلية، لا سيما على مستوى الدعم المادي والتقني. كما تم التطرق إلى أهمية تطوير المناهج التدريبية وتحسين جودة التحكيم وفق المعايير الدولية، بما يسهم في خلق بيئة رياضية تنافسية على المستويين الوطني والدولي.
من المحلية إلى العالمية: آفاق واعدة لرفع مستوى الرياضة
كان من بين القرارات الحاسمة التي تم اتخاذها تشكيل لجنة جديدة للتخطيط والتنفيذ، تضم ممثلين عن الأندية والاتحادات المحلية، وذلك لتطوير خطة عمل شاملة تهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة في البطولات الوطنية والدولية المقبلة. واعتبر رئيس العصبة في كلمته الختامية أن هذه الاجتماعات تمثل رغبة قوية في المضي قدماً بخطوات ثابتة نحو رفع مستوى رياضة الكراطي في منطقة مراكش تانسيفت الحوز، متطلّعاً إلى أن المستقبل يحمل فرصًا واعدة لا سيما في ظل التغييرات الهيكلية والتخطيط السليم.
الرياضة كقوة محورية في بناء الشخصية والمجتمع
إن التحولات التي شهدها الجمع العام غير العادي لعصبة جهة مراكش للكراطي وأساليب مشتركة، ليست فقط مجرد خطوات رياضية، بل هي أيضاً انعكاس للتطورات الثقافية والاجتماعية التي تشهدها الجهة. فكل قرار اتُخذ في هذا اللقاء يعكس فلسفة شاملة تسعى إلى تعزيز القيم الرياضية والاجتماعية داخل المجتمع المحلي، وتوسيع قاعدة الممارسين من مختلف الأعمار، بما في ذلك الشباب، الذين يمثلون المستقبل الحقيقي لهذه الرياضة العريقة.
ومن هنا، فإن نظرة مراكش نحو رياضة الكراطي هي نظرة طويلة المدى، ترتكز على أسس متينة من الثقافة الرياضية، والإدارة الجيدة، والارتقاء بالمستوى الفني والتقني. في النهاية، سيظل هدف هذه التحولات هو تقديم أبطال جدد قادرين على تمثيل المغرب في المحافل الدولية، مما يساهم في رفع مكانة المملكة على الساحة الرياضية العالمية.
انتخاب ماجد كمال رئيسًا للعصبة

وفي ختام الجمع العام، تم انتخاب السيد ماجد كمال رئيسًا لعصبة جهة مراكش للكراطي وأساليب مشتركة، حيث لاقى هذا الاختيار ترحيبًا واسعًا من الحضور. يُعتبر انتخاب السيد ماجد كمال خطوة هامة في مسار تجديد الرياضة في الجهة، نظرًا لما يتمتع به من خبرة واسعة في المجال الرياضي، ورؤيته الاستراتيجية التي تهدف إلى تطوير رياضة الكراطي على جميع الأصعدة. هذه القيادة الجديدة تُعد بمثابة ضمان لتحقيق التطلعات المستقبلية ورفع مستوى الرياضة على الصعيدين الجهوي والدولي.

التصويت على النظام الأساسي والنظام الداخلي للعصبة
كما تم خلال الاجتماع التصويت على النظام الأساسي والنظام الداخلي للعصبة، حيث تم إقرارهما بالإجماع من قبل الحاضرين. هذا التصويت يعد خطوة مهمة نحو ضمان تنظيم رياضي محكم وشفاف، ويعكس رغبة جميع الأطراف في توحيد الرؤية والتوجه نحو مستقبل رياضي أفضل. يشكل النظام الأساسي والنظام الداخلي الأساس القانوني الذي سينظم عمل العصبة ويضمن سير العمليات الرياضية بشكل سليم، ويعكس التزام الجميع بتحقيق الأهداف المشتركة.
ختامًا
إن رياضة الكراطي في مراكش لا تزال في مرحلة التحول، ولكنها تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل. ومن خلال التعديلات الهيكلية، والتخطيط الاستراتيجي، والاهتمام بالعنصر البشري، ستكون هذه الرياضة قادرة على تقديم نموذج رياضي متميز قادر على التنافس عالميًا، فيما يعكس فكرًا رياضيًا وثقافيًا يعزز الهوية المحلية ويجسد طموحات المجتمع.




