
عبد الرحيم الضاقية | مراكش
اقتحمت التلميذة آية الحوز عالم الكتابة الروائية من بابه الواسع عبر إصدار باكورة أعمالها وهي بنت 17 ربيعا. وقد اختارت لها عنوانا رئيسيا هو «أيسليسيا» وعنوانا فرعيا «لازال صراخها يتردد في ذهني».
وتدور أحداث الرواية في مكان من اللامكان حيث تتداخل الفضاءات في الرواية بشكل عجائبي. وتنقلك الرواية من أمكنة حقيقية على الأرض إلى أخرى تخييلية افتراضية من وحي الرموز والاستيهامات التي يصنعها ذهن الإنسان عندما يمر من فترات عصيبة يواجه فيها الخوف والمرض والاعتداء.

يمتد الحكي في الرواية على مدى 11 حلقة تُشكل عتبات إبداعية اختارت لها عناوين متحفظة غير كاملة. وقد رسمت الكاتبة فواصل لحكيها المفعم بالمشاعر الحارة والعاطفة الجياشة، موقظة في القارئ أحاسيس متشابكة من العطف والكراهية والفرح والخوف والانشراح والانقباض عبر أسلوب يتميز بالحبكة السردية.

ويجد القارئ نفسه في خضم الرواية وقد أُخذ على متن لغة سليمة وصور ذهنية ساخنة تجعله يعيش الأحداث في طراوتها وعنفها، ويتمثل مكونات المحيط من شجر وحجر وجو وشخوص متماهية مع السياقات الحكائية التي تطفو عبر الحوار الذي يدور بين «أريناس» وأبيها «أنزار».
تتميز الرواية بنمط تخييلي عالٍ يتماهى مع وضعيات مركبة تمتح من الغريب والمصطنع والعجائبي الذي يوحي بالواقعي الحقيقي. يمتد هذا العالم العجائبي على أمكنة افتراضية تتجاوز خريطة الجغرافيا الحقيقية لتحتفي بفضاءات متداخلة تنتفي فيها المسافات المدركة وتقدير عنصري القرب والبعد، من قبيل (غابة الأرواح – مدينة أشباح – أشياء أسطورية أو سحرية…).

وتشتغل الرواية بتقنيات حكاية عبارة عن استطرادات وذهاب وإياب في الزمن الحكائي، مما يزيد من الغرائبية ويوهم بصناعة قصص محبوكة قد تنتهي أو تُترك معلقة بمسحة أسطورية لها الكثير من الروابط بالواقع في العمق.
ومن مؤثثات الرواية الشخوص التي اختارت لبعضها أسماء أمازيغية موحية بالطبيعة والجمال والخصب، وأخرى غريبة من مرجعيات مختلفة، كما استُعملت حيوانات حقيقية وأسطورية مع فارق وحيد هو «ليو» الكلب الذي احتفظ باسمه الحقيقي داخل الرواية وكان موضوع إهداء الإصدار.
كما أن الاسم المفتاح «أيسليسيا» لم يتم الكشف عن دلالته الحقيقية أو المفترضة رغم ارتباطه أو اشتقاقه من اسم القرية التي انطلق منها الحكي، الذي انتهى في الرواية عند الصفحة 107 لكنه إعلان عن بداية قصة أكبر في الصفحة الموالية.
يُذكر أن الرواية من إصدار دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع – جريدة الشرق، وأن الكاتبة آية الحوز تلميذة في مستوى السنة أولى باكالوريا الشعبة العلمية بمؤسسة واحة الزيتون بمراكش، ومن مواليد 21 فبراير 2008.