
أعلنت شركة تيسلا الأمريكية، الرائدة عالمياً في السيارات الكهربائية وحلول الطاقة المتجددة، عن تأسيس فرع رسمي لها في المغرب تحت اسم “تيسلا المغرب”، برأسمال يتجاوز سبعة وعشرين مليون درهم. هذه الخطوة تندرج ضمن استراتيجية توسعية دقيقة ترتكز على مؤهلات اقتصادية وبنيات لوجستيكية جعلت من المغرب وجهة مفضلة للاستثمار في الصناعات المتقدمة.
اختيار المغرب لم يكن اعتباطياً، بل جاء انطلاقاً من موقعه الجغرافي الذي يمنحه دوراً محورياً بين أوروبا وإفريقيا، ومن قدراته الصناعية المتطورة، خصوصاً في قطاع السيارات، حيث رسخ مكانته كأحد أبرز المصدرين في القارة. بنية تحتية متماسكة، وكفاءات مهنية مؤهلة، ومنظومة إنتاجية محلية متكاملة شكلت جميعها عناصر جذب أساسية تتماشى مع متطلبات شركة تيسلا لتوسيع عملياتها الدولية.
العامل الطاقي لعب بدوره دوراً مركزياً في هذا القرار، فالمغرب يمضي بخطى ثابتة نحو تغطية نصف احتياجاته من الطاقات المتجددة في أفق سنة ألفين وثلاثين، وهو ما يتقاطع مع رؤية تيسلا التي تتجاوز السيارات إلى حلول تخزين الطاقة. هذا الالتقاء في الأهداف يعكس بيئة مواتية للاستثمار، مدعومة بسياسات مناخية واضحة وإرادة سياسية راسخة في التحول الطاقي.
العلاقة بين المغرب وتيسلا ليست وليدة اللحظة، فقد سبق للشركة أن استفادت من مكونات إلكترونية تنتجها مصانع متقدمة داخل المملكة، مما منحها ثقة إضافية في القدرة التكنولوجية المحلية. ومع دخولها الرسمي إلى السوق المغربية، تفتح آفاقاً جديدة لشراكة نوعية تستثمر في الابتكار وتوسع الحضور المغربي ضمن سلاسل القيمة العالمية، مؤكدة بذلك أن المملكة لم تعد فقط منصة عبور، بل فاعلاً أساسياً في بناء اقتصاد صناعي مستدام.