
إعداد: محمد الأعرج – ثقافة وفنون
شهدت مدينة آسفي خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 20 أبريل 2025 تنظيم النسخة الثالثة من مهرجان سينما المدارس، الذي أضحى موعدًا سنويًا بارزًا ضمن المشهد الثقافي والتربوي بالجهة. نظم الحدث من طرف جمعية سيني سافي للثقافة والفنون، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش-آسفي، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بأسفي، والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بأسفي، وبدعم من المجمع الشريف للفوسفاط، وجمعية آسفي ثقافة، والمركز السينمائي المغربي، تحت شعار:
“المدرسة فضاء لترسيخ الثقافة السينمائية.”

انطلقت فعاليات المهرجان بحفل افتتاح احتضنته قاعة العروض بمدينة الثقافة والفنون، بحضور ممثلي الشركاء والداعمين، وفعاليات تربوية وثقافية، إلى جانب تلاميذ وأطر تربوية من مختلف المؤسسات التعليمية. تميز الحفل بكلمات افتتاحية عكست روح الشراكة بين القطاعات المنظمة، وحرصها على إرساء ثقافة سينمائية مدرسية، تلاها عرض فني غنائي ساهم في إضفاء أجواء احتفالية على الأمسية. كما تم خلال الحفل تقديم أعضاء لجنة التحكيم، والتعريف ببرمجة الدورة وأهدافها.

أحد أبرز مكونات المهرجان تمثل في قافلة “السينما جات”، وهي مبادرة نوعية جابت المؤسسات التعليمية في الوسطين الحضري والقروي. عرضت القافلة مجموعة من أفلام الدورات السابقة، إلى جانب تنظيم ورشات تطبيقية لفائدة التلاميذ في مواضيع تتعلق بفنون السينما، تحت إشراف أطر وخبراء من المركز السينمائي المغربي.
وقد أسهمت القافلة في خلق فضاء فني داخل المؤسسات، يربط التلاميذ بالصورة والخيال الإبداعي، ويكسر رتابة المقررات الدراسية التقليدية.
تميزت هذه الدورة بتنظيم مجموعة من الورشات التكوينية التي ركزت على تطوير مهارات المشاركين في كتابة السيناريو، تقنيات الإخراج التربوي، والتصوير السينمائي. أطر هذه الورش نخبة من المكونين المتخصصين، مما مكن المشاركين – خاصة التلاميذ – من اكتساب أدوات فنية عملية تساعدهم على التعبير عن ذواتهم وإبداعاتهم من خلال الصورة والفيلم.
عرف المهرجان مشاركة مؤسسات تعليمية من مختلف مديريات جهة مراكش-آسفي، من خلال تقديم أفلام قصيرة تربوية أبدعها التلاميذ بإشراف أطرهم التربوية. تنوعت مواضيع الأفلام بين الاجتماعي، والبيئي، والثقافي، ما يعكس انخراط المؤسسة التعليمية في معالجة قضايا المجتمع من خلال الفن.
كما تم عرض مجموعة من الأفلام في إطار بانوراما المهرجان، لتوسيع أفق التلاميذ حول تنوع التجارب السينمائية المدرسية.
ضمن الفقرات المتميزة أيضًا، نظمت ندوة علمية بعنوان:
“السينما وتربية الذوق الجمالي والنقدي في الوسط المدرسي”
شارك فيها خبراء ومهتمون بالمجالين السينمائي والتربوي. تم خلال الندوة التأكيد على أهمية الصورة كأداة تربوية فعالة، وقدرتها على تنمية التفكير النقدي، وتحفيز الإبداع لدى التلاميذ، مع الدعوة إلى تعزيز حضور السينما داخل البرامج التعليمية.
اختُتمت فعاليات المهرجان بسهرة فنية احتضنتها مدينة الثقافة والفنون، تخللتها لحظات فنية راقية أدّتها الفنانة سكينة فحصي، قبل أن يتم الإعلان عن الفائزين في المسابقة الرسمية وتوزيع الجوائز على المتوجين. وقد عبر المشاركون والحضور عن إعجابهم بالتنظيم، وقيمة المبادرات التي حملها المهرجان.
يسعى مهرجان سينما المدارس بأسفي إلى تحقيق أهداف تربوية وثقافية عميقة، من أبرزها:
- ترسيخ الذوق الجمالي والنقدي لدى المتعلم عبر الفن السابع.
- تشجيع التلاميذ على التعبير الإبداعي من خلال السينما.
- تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والمجتمع الثقافي.
- تحويل المدرسة إلى فضاء منتج للثقافة، وليس مستهلكًا فقط.
وقد أكدت اللجنة المنظمة على رغبتها في توسيع قاعدة المشاركة خلال الدورات المقبلة لتشمل مختلف الجهات، في أفق جعل المهرجان حدثًا وطنيًا جامعًا بين الإبداع التربوي والسينمائي.