
عبدالكريم الحساني /
في سياق العمليات الأمنية الميدانية المكثفة التي تنفذها مصالح ولاية أمن الدار البيضاء، والرامية إلى التصدي الفعّال لظاهرة ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، تمكنت عناصر فرقة الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن سيدي البرنوصي، من توقيف شخصين يشتبه في ارتباطهما بشبكة إجرامية تنشط في مجال الاتجار غير المشروع بالأقراص المهلوسة.
وقد تم تنفيذ هذه العملية النوعية بعد توصل المصالح الأمنية بمعلومات دقيقة تفيد بقيام المشتبه فيهما بجولات مشبوهة على متن دراجة نارية داخل أحد الأحياء السكنية المكتظة، حيث كانا يعتمدان أسلوبًا احترازيًا أثناء التنقل في محاولة للتمويه على تحركاتهما. وعقب مراقبة ميدانية سرية وتتبع مباشر لتحركاتهما، تدخلت فرقة مكافحة المخدرات بشكل مباغت، وأوقفت المعنيين بالأمر في حالة تلبس.
أسفرت عملية التفتيش الأولية عن حجز كميات مهمة من الحبوب المهلوسة المعروفة محليًا باسم “القرقوبي”، والتي كانت معدّة للترويج، إلى جانب هاتفين نقالين يُشتبه في استخدامهما في التنسيق مع شبكات أخرى، بالإضافة إلى الدراجة النارية التي استُعملت في التنقل.
ووفقًا لمعطيات البحث الأولي، تبين أن أحد الموقوفين يشكل موضوع قضية جارية عن دائرة الشرطة بحي السلام 2، وذلك لتورطه في قضية تتعلق بالضرب والجرح الخطير. وتشير تفاصيل الحادث إلى أنه كان قد دخل في حالة هستيرية نتيجة تعاطيه المفرط للمخدرات، قبل أن يهاجم مقهى شعبيًا بالحي ذاته، متسببًا في إصابة أحد الزبائن بجروح خطيرة على مستوى المرفق الأيمن بواسطة سلاح أبيض.
وبتنسيق مع النيابة العامة المختصة بمحكمة عين السبع، تم وضع الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية، مع فتح بحث قضائي معمق للكشف عن باقي المتورطين المحتملين في هذا النشاط الإجرامي، وكذا تحديد مصادر تموينهم بهذه المواد المحظورة.
وقد لقي هذا التدخل الأمني إشادة واسعة من طرف ساكنة المنطقة، التي نوهت بالاستجابة السريعة للعناصر الأمنية وبالجاهزية العالية التي أبانت عنها في مواجهة خطر انتشار المهلوسات وما تسببه من تفشي السلوك الإجرامي في الأوساط الشبابية.
وتؤكد هذه العملية مجددًا نجاعة المقاربة الأمنية الوقائية المعتمدة من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، والتي ترتكز على تكثيف الحضور الأمني الميداني، وتعزيز العمل الاستخباراتي، وتوجيه الضربات الاستباقية لأوكار الجريمة بشتى أنواعها.