
هيئة التحرير /
هزّت حادثة انتحار أستاذ لمادة الرياضيات مساء الأحد 20 أبريل 2025، ساكنة حي “أربوز” بمدينة الناظور، بعد العثور على جثته معلقة بحبل فوق سطح منزله، في مشهد مأساوي خلّف حالة من الذهول والحزن العميق داخل الأوساط التعليمية والاجتماعية، وسط تساؤلات مؤلمة حول الأسباب الكامنة وراء هذه النهاية المفجعة.
الضحية، وهو في الأربعينات من عمره، كان يشغل مهمة التدريس لمادة الرياضيات بالثانوية التأهيلية “طه حسين” بمدينة أزغنغان، إضافة إلى ثانوية “الناظور الجديدة”، وكان معروفاً وسط زملائه وتلامذته بمهنيته العالية وأخلاقه الرفيعة وانضباطه داخل القسم، حسب ما أكده عدد من زملائه في تصريحات متطابقة.
ووفق مصادر محلية موثوقة، فقد عُثر على الأستاذ جثة هامدة وهو معلّق بحبل إلى عمود فوق سطح منزله، الواقع بحي سكني شعبي يعرف كثافة سكانية متوسطة. وقد عثرت عليه والدته التي تقيم معه في نفس المنزل، حيث أصيبت بانهيار عصبي حاد استدعى تدخل الجيران ونقلها لتلقي الإسعافات الأولية.
المصادر ذاتها أوردت أن الأستاذ كان يعيش في الأشهر الأخيرة حالة نفسية مضطربة، تميزت بانعزاله المتزايد وتغيرات سلوكية لفتت انتباه بعض زملائه، دون أن يكشف هو بشكل صريح عن طبيعة معاناته أو يطلب المساعدة. بعض المقربين تحدثوا عن معاناته من ضغوط نفسية ناتجة عن مشاكل شخصية ومهنية متراكمة، يُعتقد أنها أثّرت بشكل بالغ على توازنه النفسي.
فور علمها بالحادثة، انتقلت المصالح الأمنية إلى عين المكان، مرفوقة بعناصر الشرطة القضائية والعلمية، حيث تم تطويق محيط المنزل وفتح محضر رسمي تحت إشراف النيابة العامة المختصة. كما جرى نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي الحسني بالناظور، من أجل إخضاعها للتشريح الطبي قصد تحديد السبب الدقيق للوفاة واستبعاد أية شبهة جنائية.
الواقعة خلّفت موجة حزن عارمة داخل المؤسسة التعليمية التي كان يُدرّس بها، حيث عمّت حالة من الصدمة والاستياء بين الطاقم التربوي والإداري، كما عبّر عدد من التلاميذ عن حزنهم العميق لفقدان أستاذ أحبوه وتعلموا على يده مفاهيم الرياضيات في جو من الجدية والانفتاح.