
في تحول لافت في الخطاب الأوروبي، جدد النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي نيكولا باي، يوم الإثنين 21 أبريل 2025، هجومه الحاد على جبهة البوليساريو، واصفا إياها بوضوح بأنها منظمة ذات طبيعة إرهابية، ومشيرا إلى علاقاتها الوثيقة بحزب الله، قائلا: “بعضهم يتظاهر بعدم رؤية الطبيعة الإرهابية الحقيقية لجبهة البوليساريو. علاقات هذه المنظمة مع حزب الله ينبغي أن تكون كافية لتنويرهم”.
باي، الذي اشتهر بمواقفه الصارمة ضد الحركات الانفصالية، لم تكن هذه المرة الأولى التي يربط فيها البوليساريو بشبكات الإرهاب. ففي فبراير الماضي، شدد في تغريدة على أن الجبهة ليست حركة تحرير كما يروج لها، بل أداة لزعزعة استقرار شمال إفريقيا، متهمة بالتنسيق مع إيران وميليشياتها. كما كتب في ديسمبر 2024 أن أي دعم موجه للبوليساريو هو، في جوهره، دعم للإرهاب العابر للحدود في منطقة الساحل.
تصريحات باي تعكس ما بات يشكل قناعة متزايدة في بعض الأوساط الأوروبية، خصوصا بعد سلسلة من التقارير الغربية التي كشفت عن تورط إيران في تسليح الجبهة، بمساعدة حزب الله. وقد أشارت صحيفة واشنطن بوست في وقت سابق إلى تدريبات عسكرية تلقاها مقاتلو البوليساريو على أيدي خبراء من حزب الله في قواعد تقع قرب تندوف، مدعومة بدعم لوجستي إيراني يشمل طائرات مسيّرة وصواريخ قصيرة المدى.
هذا الخطاب يلقى صداه في أروقة البرلمان الأوروبي، حيث تتصاعد الأصوات المطالبة بإعادة تقييم الموقف من البوليساريو، خصوصًا بعد تواتر التحذيرات من أن مخيمات تندوف قد تحولت إلى مناطق خارجة عن الرقابة، تشكل بيئة خصبة لاحتضان الجماعات المتطرفة العابرة للحدود.
تغريدة باي الأخيرة تكشف عن تصاعد القلق الأوروبي من اندماج البوليساريو في شبكات تهديد أمني واسعة النطاق، في وقت تشهد فيه منطقة الساحل انفلاتًا أمنيًا غير مسبوق. كما أنها تعزز توجهات داخل البرلمان الأوروبي نحو المطالبة بتصنيف الجبهة كمنظمة إرهابية، خاصة في ظل ما تواتر عن علاقاتها الوثيقة بأطراف موضوعة أصلًا على لوائح الإرهاب، وفي مقدمتها حزب الله.
أمام هذا التحول، تتغير النظرة في بعض الدوائر الأوروبية من اعتبار البوليساريو “حركة تحرير” إلى اعتبارها طرفًا مهددًا للسلم الإقليمي والدولي، وهو ما قد يفتح المجال لإعادة رسم السياسات الأوروبية تجاه هذا الملف، بما يعكس واقعًا جديدًا عنوانه الحذر والتشدد.