
عبدالكريم الحساني/
أحالت فرقة الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن سيدي البرنوصي بمدينة الدار البيضاء، شخصين على أنظار السيد الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف، وذلك للاشتباه القوي في تورطهما ضمن شبكة إجرامية تنشط في تنفيذ عمليات سرقة بالعنف، مقرونة بالضرب والجرح البليغ بواسطة أسلحة بيضاء، واعتماد وسائل تنقل مسروقة لتنفيذ هذه الأفعال الإجرامية.
وتفجّرت القضية بعد تسجيل اعتداءات متكررة استهدفت مواطنين في عدد من الأحياء خاصة أحياء بسيدي عثمان، حيث اعتمد الجناة على تنفيذ عمليات سرقة خاطفة باستخدام دراجات نارية مسروقة، مع توظيف العنف الجسدي والتهديد بالسلاح الأبيض كوسيلة للترهيب وانتزاع ممتلكات الضحايا.

أخطر هذه العمليات سُجلت بحي الأزهر بثراب عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي ، عندما تعرضت شابة لهجوم مباغت أثناء سيرها، حيث وجّه لها أحد الجناة طعنات على مستوى اليد بواسطة سكين، ما تسبب في إصابتها بجروح بليغة تطلبت تدخلاً طبياً عاجلاً بسبب بتر جزئي في أعصاب اليد، وذلك قبل أن يتم الاستيلاء على هاتفها المحمول ومبلغ مالي كانت تحمله.
على إثر هذا الحادث المروع، استنفرت مصالح الأمن بالبرنوصي كافة عناصرها، بتعليمات مباشرة من رئيس المنطقة الأمنية، وتحت إشراف ميداني لرئيس الشرطة القضائية، حيث تم تفعيل عمليات تمشيط وتحقيق ميداني مكثف شمل مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة المنتشرة في محيط الجريمة، وتحليل معطيات تقنية وميدانية دقيقة.
هذه التحريات مكنت، في ظرف وجيز، من تحديد هوية المشتبه فيه الرئيسي، الذي جرى توقيفه بمنطقة مديونة، قبل أن يتم اعتقال شريكته لاحقاً بمنطقة ابن امسيك، حيث تبين من خلال التحقيقات الأولية أن الموقوفين كانا يشكلان نواة عصابة إجرامية مسؤولة عن تنفيذ عدة عمليات سرقة بالعنف في أحياء مختلفة من الدار البيضاء.
وقد تم وضع المشتبه فيهما تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، في إطار تعميق البحث وكشف باقي المتورطين المحتملين في هذه الشبكة، خاصة في ظل الاشتباه بارتكابهما لجرائم مماثلة لم يتم التبليغ عنها بعد.
وخلّف هذا التدخل الأمني الناجع ارتياحاً واسعاً في صفوف الساكنة، التي كانت تعيش حالة من القلق بسبب تواتر الاعتداءات بالشارع العام، حيث ثمّنت تحركات مصالح الأمن وصرامتها في التصدي لمظاهر العنف الحضري والجريمة المنظمة، واسترجاع الإحساس بالأمن في أوساط المواطنين.