
مراد مزراني /
في سياق الخطة الأمنية المحكمة التي تنهجها مصالح الدرك الملكي على مستوى المركز الترابي لتغسالين، وتحت إشراف مباشر من قائد المركز، تم ليلة أمس تنفيذ عملية أمنية دقيقة استهدفت أحد المشتبه فيهم بنشاطه في مجال ترويج المخدرات، وذلك بمحيط مقهى معروف يُدعى “سرو”، على مستوى النفوذ الترابي للمركز.
وقد أسفرت هذه العملية عن توقيف المعني بالأمر، وبحوزته كمية مهمة من مخدر “الكيف” على شكل سنابل معدة للترويج، إلى جانب حيازة مبالغ مالية كبيرة يُشتبه في كونها من العائدات المتحصلة من نشاطه غير المشروع. وتم نقل الموقوف إلى مقر المركز قصد تعميق البحث معه بإشراف من النيابة العامة المختصة.
ومباشرة بعد إجراء التحقيقات الأولية، باشرت العناصر الأمنية، بتنسيق ميداني محكم بين فرق التدخل، عملية تتبع للمصدر الرئيسي الذي يزود الموقوف بالبضاعة. وقد مكنت هذه التحريات الدقيقة، التي استغرقت ساعات معدودة، من تحديد موقع المزود الرئيسي وإلقاء القبض عليه بمنطقة آيت إسحاق، أحد معاقل التزويد المعروفة لدى الأجهزة الأمنية بالمنطقة.
العملية الثانية أسفرت عن حجز كميات إضافية من مخدر الشيرا المعدة للترويج، وعدد من الهواتف النقالة يُشتبه في استخدامها في تسهيل عملية التوزيع والتواصل بين أفراد الشبكة، بالإضافة إلى مبالغ مالية كبيرة. وتجدر الإشارة إلى أن أحد شركاء المزود الرئيسي تمكن من الفرار أثناء العملية، ليتم على الفور إصدار مذكرة بحث وطنية في حقه.
ويأتي هذا التدخل الأمني النوعي ليُجسد التحول الإيجابي الملموس في الأداء الميداني للمركز الترابي لتغسالين، الذي عرف دينامية جديدة منذ تولي قائده الحالي المسؤولية، حيث أصبح يعتمد مقاربة استباقية واستراتيجية قائمة على الضبط الميداني والاستهداف الدقيق لنقاط التوزيع وأوكار الترويج.
وقد خلفت هذه العمليات الأمنية ارتياحًا كبيرًا في صفوف ساكنة المنطقة، التي عبّرت عن ثقتها المتزايدة في قدرة الدرك الملكي على التصدي لمظاهر الجريمة، وإعادة الطمأنينة إلى الفضاءات العمومية التي كانت في وقت سابق تشهد نشاطًا متزايدًا لشبكات الترويج.
هذا، ولا تزال الأبحاث جارية للكشف عن باقي الامتدادات والشركاء المحتملين في هذه الشبكة، في أفق تقديمهم أمام العدالة وتفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب.