
حنان المعيزي/
تشهد المؤسسة التعليمية في الوقت الراهن سلسلة من التحديات السلوكية التي أثارت قلق الفاعلين التربويين والمجتمع بشكل عام، من أبرزها العنف الموجه ضد الأساتذة والمعلمين، والتنمر، فضلًا عن انتشار بعض مظاهر الإدمان في أوساط التلاميذ.
هذه السلوكيات السلبية أصبحت تشكل عائقًا أمام تحقيق بيئة تعليمية سليمة وآمنة.
ويرى مهتمون بالشأن التربوي أن هذه الظواهر ليست معزولة، بل هي نتيجة لتراكمات اجتماعية وتربوية وثقافية معقدة. حيث يُشار في هذا السياق، الى تراجع القيم الأخلاقية، الأمر الذي ينعكس في سلوكيات لا تحترم الآخر ولا تعترف بسلطة المؤسسة التربوية.
كما يُطرح في ذات الصدد دور الأسرة باعتباره عنصرًا محوريًا في توجيه الأبناء. فضعف التواصل بين الآباء وأبنائهم، وغياب الرقابة، كلها عوامل تسهم في بروز سلوكيات منحرفة داخل المؤسسات التعليمية.
ولتجاوز هذه الإشكاليات، يرى مهتمون بالشأن التربوي، أن تعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة، واعتماد برامج توعوية منتظمة تستهدف التلاميذ حول مخاطر العديد من السلوكيات قد يكون الحل الانجع للحيلولة دون تفاقم هذه الإشكالات.
كما تجمع كل الآراء على أن التصدي لهذه الظواهر يتطلب تضافر جهود مختلف الفاعلين في المنظومة التربوية، عبر تعزيز جسر التواصل بين الأسرة، المدرسة، المجتمع المدني، والمؤسسات الرسمية، بهدف بناء فضاء تربوي آمن يدعم المسار التعليمي ويحصن الأجيال الصاعدة من كل أشكال الانحراف.