
الجديدة _ مراد مزراني /محمد بوغليم
ظهيرة اليوم تحوّلت إلى مشهد دامٍ أمام محطة الحافلات بمدينة الجديدة، حين باغت أحد المشتبه فيهم، المنحدر من مدينة أزمور، سيدة بطعنات غادرة كادت أن تودي بحياتها، في مشهد صادم يعكس حجم العنف الذي بات يولّده الإدمان على الأقراص المهلوسة والمخدرات.
الضحية، التي كانت قادمة من كنازمو، لم تكن تعلم أن خطواتها نحو محطة الحافلات ستتحول إلى لحظات مأساوية، بعد أن ترصدها المعتدي وهاجمها أمام مرأى من المارة، موجهاً لها طعنات خطيرة جعلتها تتهاوى أرضًا غارقة في دمائها، قبل أن تُنقل على وجه السرعة إلى مستشفى ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، حيث ما تزال بين الحياة والموت.
غير أن يقظة فرقة مكافحة العصابات بالجديدة، والتي كانت في حالة استنفار قصوى، حوّلت هذا المشهد المأساوي إلى عملية أمنية نوعية، تم خلالها توقيف الجاني في وقت قياسي، باحترافية عالية وتنسيق دقيق، يجسّد جاهزية عناصر الفرقة للتدخل في أصعب وأخطر الظروف.
التدخل الأمني الذي تم في ظرف وجيز، لم يُسهم فقط في توقيف المعتدي، بل جنّب المدينة سيناريو أكثر سوداوية، وأعاد الطمأنينة إلى الفضاء العمومي، في وقت تتزايد فيه المخاطر المرتبطة بالعصابات والمخدرات خلال فترات الأعياد.
إن ما حدث يُعدّ إنذارًا خطيرًا، لكنه في الوقت ذاته شهادة حية على نجاعة الاستراتيجية الأمنية المعتمدة، وعلى الدور الحيوي الذي تلعبه فرقة مكافحة العصابات في حماية الأرواح، وردع كل من تسوّل له نفسه زرع الفوضى والخطر في صفوف