المؤتمر الوطني الثالث للثقافة يناقش “الجغرافيا الثقافية”

عبد الكريم الحساني / عبد الرزاق باحدة

نجح المجمع الوطني للثقافة في تنظيم مؤتمره السنوي الثالث تحت شعار “الجغرافيا الثقافية” بفضاء المركب الثقافي الحسني بالدار البيضاء يوم السبت 18 يناير 2025، محققا ثلاثية النجاح والتفوق بعد نجاح المؤتمرين الأول والثاني. تميز المؤتمر بدعم قوي من الجامعة المغربية لحقوق المستهلك برئاسة الدكتور بوعزة الخراطي، وبحضور الأستاذ الهاشمي عبد الرحيم كممثل للجامعة.

شهد المؤتمر مشاركة نخبة متميزة من مختلف المجالات، مع تمثيل جغرافي واسع شمل مدنا عديدة من طنجة إلى الرشيدية، ومن مختلف أقاليم وعمالات الدار البيضاء. ترأس المؤتمر الدكتور نبيل الصافي، رئيس المجمع الوطني للثقافة، مقدما الإطار العلمي والسياق التاريخي للجغرافيا الثقافية، مركزا على دورها في خدمة التنوع الثقافي المغربي.

برزت مساهمات علمية متميزة، منها مداخلة الدكتور رشيد العلوي حول المناطق اللغوية والتراثية، والدكتور بوشعيب المسعودي عن أهمية المكان في السينما. قدم الدكتور بوعزة الخراطي تجربة فريدة عن علاقة تنوع الغذاء بتحديد نوع النحلة وتأثير التنوع الثقافي على السلوك الإنساني. تحدثت الدكتورة نادية ظاهر عن مفهوم الثقافة الجغرافية وعلاقتها بالقطاعات الحيوية، والدكتور حاتم الحسون عن دور الجغرافيا الثقافية في السياحة الوطنية.

شارك الدكتور جواد دابونو برؤية مستقبلية حول الذكاء الاصطناعي وتأهيل الذكاء الترابي. قدم محمد منير رؤية عن تمكين الطفل واليافع في العالم القروي من الثقافة والفن. تحدث الأستاذ مصطفى احريش عن التنوع الموسيقي حسب المناطق الجغرافية، وقدمت الدكتورة كريمة جادي تحليلاً للإنتاج الأدبي والفني في إقليم الرشيدية.

أثرت الأستاذة فاطمة الزهراء حيرش النقاش بمداخلة عن التدريب وتأهيل الأفراد، وتحدث الدكتور محمد حمان عن دور الرياضة في الربط بين المناطق الجغرافية. قدمت الأستاذة ثريا بلوالي تحليلاً للعلاقة بين الزي والجغرافيا الثقافية، وتحدثت الدكتورة هنية ناجيم عن تأثير تنوع الجغرافيا على الموروث الثقافي.

قدم الدكتور يوسف عكراش، الحاصل على عدة شهادات في مجالات متنوعة، تحليلا عن الحي المحمدي من منظور ثقافي وموسيقي. تحدث الأستاذ محمد الرياضي عن دور الإعلام في نشر الثقافة، وقدم الأستاذ لحسن بازغ رؤية عن اللغة والثقافة الأمازيغية، كما ساهمت الأديبة مالكة عسال بمداخلة عن أدب الرحلة.

تم تقسيم المؤتمر إلى أربع جلسات شملت الافتتاح، المداخلات العلمية، تتويج الشخصيات الثقافية لعام 2024، وتوزيع الشهادات. خرج المؤتمر بعشر توصيات مهمة تركزت على دراسة العلاقة بين الإنسان والفضاء، تعزيز السياحة الثقافية، توظيف السينما، تشجيع الإبداع، والحفاظ على الهوية المغربية.

اختتم المؤتمر برفع برقية ولاء للملك محمد السادس، وأقيم حفل شاي على شرف الحضور، مع التقاط صور تذكارية وإجراء تصريحات صحفية للقنوات الإذاعية والصحف، مؤكداً نجاحه في تحقيق أهدافه وفتح آفاق جديدة في مجال الجغرافيا الثقافية بالمغرب.