
بدر قلاج _ مراكش
في إطار الاحتفالات بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة، نظمت القيادية السياسية نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، حفلاً ثقافيًا مميزًا بدوار تلامنزو التابع لجماعة فروكة في إقليم شيشاوة. الحدث الذي شهد حضورًا نوعيًا من مختلف الفاعلين المحليين والمثقفين المهتمين بالثقافة الأمازيغية، شكل مناسبة لتجديد العهد بالتراث والتاريخ العريق للأمازيغ، وتسليط الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية والتعايش المجتمعي.

وقد تميز الحفل بجو من البهجة والفرح، حيث تم تقديم مجموعة من الفقرات الفنية التي جسدت غنى وتنوع الثقافة الأمازيغية. من العروض الموسيقية التقليدية إلى الرقصات الشعبية، مرورًا بمعارض الحرف اليدوية التي تعكس براعة الصناع المحليين، كان هذا الاحتفال فرصة للاحتفاء بالجوانب المتعددة لهذه الهوية المتميزة. هذا التنوع الثقافي كان بمثابة رسالة قوية تُبرز قدرة الفنون على نقل القيم الإنسانية من خلال الألوان والأصوات.

وفي كلمتها أمام الحضور، أكدت نبيلة منيب على أهمية الحفاظ على الثقافة الأمازيغية كجزء أساسي من الهوية المغربية، مشددة على أن هذه الاحتفالات هي فرصة لتعزيز التعايش والاحترام المتبادل بين مختلف مكونات الشعب المغربي. وأشارت إلى أن الفعاليات الثقافية من هذا القبيل تساهم بشكل كبير في ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز اللحمة الاجتماعية.
وفي هذا السياق، أشادت منيب بإنجازات الحركة الأمازيغية في المغرب، مبرزًا الدور الكبير الذي لعبته في إدماج الأمازيغية في الدستور الوطني، وأكدت على ضرورة استمرارية النضال من أجل تعزيز الحقوق اللغوية والثقافية للأمازيغ. واعتبرت أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية ليس مجرد مناسبة للاحتفاء بتاريخ طويل من التقاليد، بل هو أيضًا دعوة لاستمرار العمل على حماية وتطوير هذه الهوية العريقة.
من خلال هذه المبادرة، تتجلى أهمية الأنشطة الثقافية والفنية في القرى والمناطق النائية، ليس فقط من حيث الترفيه، ولكن أيضًا في تعزيز الاقتصاد المحلي والمساهمة في الحفاظ على التراث. في هذا الإطار، يأتي هذا الاحتفال كإحدى اللبِنات الأساسية في تعزيز دور الثقافة الأمازيغية في البناء المجتمعي والاقتصادي، مما يساهم في تنمية الفنون الأمازيغية ودعم الحرفيين المحليين.
ويظل الاحتفال بالسنة الأمازيغية، التي يُعرف أيضًا بـ “يناير”، مناسبة خاصة في قلوب المغاربة، باعتبارها فرصة للتواصل مع الماضي والتأكيد على استمرارية الهوية الثقافية الأمازيغية، والتي تمثل جزءًا أساسيًا من الذاكرة الجماعية للمجتمع المغربي.
ختامًا، يعد هذا الحدث بمثابة تأكيد جديد على أن الثقافة ليست مجرد موروث فكري، بل هي ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك ومتعايش، وقيمها الإنسانية تظل محورية في مسار تقدم الأمم.