بشار الجعفري بين مغازلة المعارضة السورية وماضيه مع نظام الأسد محاولة للبقاء أم خوف من المحاسبة؟ | وكالة الأنباء المغربية
×

بشار الجعفري بين مغازلة المعارضة السورية وماضيه مع نظام الأسد محاولة للبقاء أم خوف من المحاسبة؟

متابعة : سلمى _مخلص

أثارت تصريحات بشار الجعفري، الدبلوماسي والسياسي السوري البارز وسفير سوريا الحالي في موسكو، جدلًا واسعًا بين السوريين والمتابعين للشأن السوري. الجعفري، الذي شغل مناصب دبلوماسية رفيعة كنائب وزير الخارجية وممثل سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاجأ الجميع بما وصفه البعض بـ"التغزل" بالمعارضة السورية التي أطاحت بنظام آل الأسد في فترة وجيزة.


ردود الأفعال على تصريحات الجعفري كانت متباينة. فهناك من رأى فيها محاولة للتقرب من المعارضة السورية لضمان مكان له في سوريا الجديدة، خاصة في ظل التحولات السياسية الكبيرة. آخرون اعتبروا أن الجعفري يمتلك كفاءة دبلوماسية قد تكون مفيدة للنظام الجديد، إذا ما تم استغلالها بشكل صحيح.

على النقيض، يرى فريق ثالث أن بشار الجعفري كان من أبرز المدافعين عن نظام بشار الأسد، وساهم بشكل كبير في تبرير الفظائع التي ارتكبها النظام أمام المجتمع الدولي. هؤلاء يطالبون بمحاسبته على أدواره السابقة، معتبرين أنه لا مكان له في سوريا الجديدة التي تنشد العدالة والمصالحة.
من بين التعليقات التي انتشرت حول تصريحات الجعفري، كان تعليق يقول: “ما خليت شيء للحرباء يا بشار الجعفري”. هذا التعليق يعكس اتهامًا صريحًا له بالتلون السياسي ومحاولة التأقلم مع الأوضاع الجديدة لضمان بقائه في المشهد.
التساؤلات تثار حول الأسباب التي دفعت بشار الجعفري إلى تغيير خطابه السياسي. هل هي محاولة لتأمين موقع له في النظام الجديد؟ أم خوف من المحاسبة على دوره السابق في الدفاع عن نظام الأسد؟ أم ربما يسعى لتجنب مصير مأساوي كالاغتيال، الذي طال العديد من الشخصيات المرتبطة بالنظام السابق؟
في خضم هذه التحولات، تبدو سوريا الجديدة حبلى بمخاض سياسي واجتماعي عسير. أبناء هذا الوطن، الذين انتظروا طويلاً لاستنشاق نسائم الحرية، يواجهون تحديات كبيرة لبناء دولة قائمة على العدالة والمساواة. ومع ذلك، شخصيات مثل بشار الجعفري، التي لعبت دورًا كبيرًا في دعم النظام السابق، قد تجد نفسها خارج هذا المستقبل، حيث تتجه سوريا نحو طي صفحة الماضي بكل ما تحمله من آلام.

يبقى مصير بشار الجعفري معلقًا بين محاولاته للتأقلم مع النظام الجديد وماضيه الذي يثقل كاهله، فيما يترقب السوريون بفارغ الصبر بناء وطن يليق بتضحياتهم.

إرسال التعليق