الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المغربية السعودية: رؤية مشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي
في إطار توطيد العلاقات الاستراتيجية بين المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، احتضن نادي الضباط بالرباط يومي 20 و21 نونبر 2024 الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المشتركة، الذي شهد حضور وفود رفيعة المستوى من القيادات العسكرية للبلدين.
قيادات رفيعة تقود الحوار الاستراتيجي
مثل الجانب المغربي في هذا الاجتماع اللواء عزيز إدريسي يزامي، رئيس المكتب الثاني لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، المعروف بخبرته الواسعة في مجالات الأمن والدفاع. فيما قاد الجانب السعودي اللواء الركن يوسف بن عبد الرحمن الطاسان، مدير إدارة التعاون الدولي، الذي يتمتع بسجل مميز في إدارة الشراكات الدفاعية الدولية.
مراجعة مكثفة للإنجازات وخطط مستقبلية طموحة
ناقش الطرفان خلال الاجتماع الإنجازات المحققة في إطار التعاون العسكري الممتد على مدار عامي 2023 و2024، مع التركيز على عدة محاور رئيسية:
- التدريب العسكري المتقدم: التأكيد على أهمية برامج التدريب المشتركة وتبادل الخبرات لتعزيز الكفاءة القتالية والجاهزية العملياتية.
- الزيارات الميدانية والتربصات: تعزيز العمل المشترك من خلال تنظيم برامج تربص وزيارات ميدانية دورية لتبادل المعرفة والتجارب الميدانية.
- التوسع في مجالات التعاون: استكشاف آفاق جديدة للتعاون العسكري تشمل مجالات التكنولوجيا الدفاعية، الأمن السيبراني، والدعم اللوجستي.
- برنامج 2025: إعداد خطة عمل تفصيلية تشمل مبادرات جديدة لتعزيز الشراكة الدفاعية.
تعزيز التعاون لتحقيق الأمن الإقليمي
أكد الجانبان على أهمية هذا التعاون العسكري لتعميق الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع الرباط والرياض، وشددا على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لتحقيق أهداف استراتيجية تسهم في استقرار وأمن المنطقة العربية. كما تم الاتفاق على وضع آليات متابعة لضمان تنفيذ الخطط المتفق عليها بكفاءة.
رؤية استراتيجية شاملة للشراكة الدفاعية
تطرقت النقاشات إلى أهمية التركيز على التكوين العسكري المتقدم باعتباره أساساً لتطوير القدرات الدفاعية. كما عبر الطرفان عن التزامهما بتطوير التعاون في مجالات التكنولوجيا الحديثة والاستشعار عن بعد، إضافة إلى تعزيز العمل المشترك لضمان الأمن البحري والجوي في ظل التحديات الأمنية المتزايدة.
مستقبل واعد للعلاقات الدفاعية
يعد الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المشتركة خطوة نوعية في مسار الشراكة الدفاعية بين المغرب والسعودية، حيث يمثل نموذجاً للتنسيق العسكري عالي المستوى. ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة إطلاق مبادرات جديدة تتضمن مشاريع مشتركة في التدريب، الصناعة الدفاعية، وتعزيز القدرات العملياتية.
انعكاسات التعاون على المستوى الإقليمي والدولي
يجسد هذا التعاون العميق بين القوات المسلحة المغربية والسعودية التزاماً مشتركاً بتحقيق الأمن والسلام في المنطقة العربية والإسلامية. كما يعكس رغبة البلدين في تعزيز دورهما في التصدي للتحديات الأمنية المشتركة، مع التركيز على تطوير استراتيجيات شاملة تخدم استقرار المنطقة والعالم.
إرسال التعليق