السنوغرافيا بين الماضي و الحاضر: ورشة للفنان بدر قلاج ونمودج السنوغراف والممثل محمد زروال
عبدالكريم الحساني _ وكالة الأنباء المغربية
في إطار الأنشطة الفنية لجمعية الجيل الصاعد وبدعم من وزارة الثقافة، قام الفنان بدر قلاج يوم الجمعة01 نونبر 2024 بورشة فنية خاصة بالسنوغرافيا. حملت الورشة عنوان "السنوغرافيا بين الماضي والحاضر"، حيث ناقش قلاج بشكل علمي تطور هذا الفن وأهميته في المسرح المغربي، مقدمًا نموذج الممثل والسينوغراف المخضرم محمد زروال، الذي حضر الورشة بنفسه ليشارك بتجربته الشخصية في هذا المجال.
أوضح قلاج أن السنوغرافيا في الماضي كانت تعتمد بشكل أساسي على الرمزية والبساطة، إذ كانت تصاميم الفضاء المسرحي تقتصر على ديكورات ثابتة بسيطة بسبب محدودية الإمكانيات التقنية. كانت العناصر المسرحية تركز على خيال الجمهور، حيث اعتمد المصممون على رموز وإيماءات بسيطة لإيصال الأفكار والمشاعر، ما أضاف تحديًا إبداعيًا لخلق عوالم مسرحية بصرية ضمن الإمكانيات المتاحة آنذاك.
أشار بدر قلاج إلى أن السنوغرافيا شهدت تحولاً كبيرًا بفضل التكنولوجيا الحديثة، حيث أضحت التقنيات مثل الإسقاط الضوئي والتصميم ثلاثي الأبعاد جزءًا أساسيًا من عملية تصميم الفضاء المسرحي. تمكن هذه الأدوات الحديثة المصممين من خلق عوالم بصرية تتفاعل مع أداء الممثلين وتضيف بُعدًا جديدًا لتجربة الجمهور، مما يسمح بنقل الجمهور عبر أزمنة وأماكن متعددة داخل العرض المسرحي ذاته.
تناولت الورشة نموذج الفنان محمد زروال الذي يُعتبر من رواد السنوغرافيا المغربية. استعرض زروال تجربته التي بدأت في السبعينات، حيث استخدم خبرته في النجارة ليحقق تصميمات معقدة تتناغم مع النصوص المسرحية. استطاع زروال الحفاظ على التراث السينوغرافي المغربي، مع تجديده بما يلائم متطلبات العصر، ليصبح نموذجًا يحتذى به في الحفاظ على الهوية الثقافية وتطويرها.
اختتم الأستاذ عبد الله المعاوي الورشة بحديث عن مسيرة السنوغرافيا عبر العصور، وكيفية تحولها من مجرد عناصر ديكورية بسيطة إلى فن متكامل يسهم في إثراء النص الدرامي وتعميق تجربة الجمهور. وأبرزت الورشة أن السنوغرافيا الحديثة ليست مجرد تصميم للفضاء، بل هي وسيلة تفاعلية تعزز من جماليات العرض المسرحي وتمنحه أبعادًا تعبيرية بصرية وصوتية.
تعد ورشة بدر قلاج تجربة مثمرة تُبرز أهمية السنوغرافيا كعنصر لا يقل أهمية عن النص والأداء. ويظهر نموذج محمد زروال أن الإبداع يمكنه الاستفادة من الحرف التقليدية مع الأدوات الحديثة لخلق فن مسرحي متجدد يعكس الهوية الثقافية المغربية ويواكب التطورات العالمية في المجال المسرحي.
إرسال التعليق