إنقاذ مسرح الهواء الطلق بسيدي بوزيد: نداء لحماية إرث ثقافي
محمد أزروال _ وكالة الأنباء المغربية
يمثل مسرح الهواء الطلق بسيدي بوزيد أحد أبرز المعالم الثقافية التي تستحق الرعاية والتطوير، إلا أنه يقف اليوم على حافة الاندثار نتيجة الإهمال الذي طاله عبر السنوات. هذا المسرح، الذي كان في الماضي شعلةً للنشاط الثقافي والفني، أصبح محاصرًا بالطفيليات النباتية التي تتسلق جدرانه المتشققة، في ظل غياب اهتمام واضح من المجالس المحلية المتعاقبة، ما أدى إلى تراجع دوره وزوال زواره.
باعتبارها واحدة من أغنى الجماعات في المنطقة، تستحق سيدي بوزيد فضاءً ثقافيًا يعكس رصيدها الغني وتاريخها العريق. ومع تزايد الكثافة السكانية في المنطقة، يصبح توفير فضاءات للشباب ومراكز ثقافية مطلبًا ملحًا، فالثقافة والفنون ليست مجرد رفاهية بل حق أساسي للمواطنين.
لقد شكل مسرح الهواء الطلق، في ذروة نشاطه خلال التسعينيات، منصة هامة جمعت المثقفين والمبدعين، وأسهم في إثراء المشهد الثقافي المحلي. وإحياء هذا المسرح وتحويله إلى مركب ثقافي حديث سيتيح للمنطقة ليس فقط الحفاظ على تراثها، بل سيوفر أيضًا فرصة لتعزيز السياحة والتنمية المحلية، في ظل ما تزخر به سيدي بوزيد من طبيعة خلابة وجمالٍ متنوع.
تجارب العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة والهند وتركيا، أظهرت أن الاستثمار في الفنون والثقافة يمكن أن يكون قاطرة للتنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي. وفي هذا السياق، فإن إعادة التفكير في استراتيجيات النهوض بالمشهد الثقافي والفني باتت أمرًا ضروريًا لتعزيز البنية الثقافية والفنية بالمغرب، لاسيما في المناطق التي لم تنل نصيبها من الاهتمام.
حان الوقت لإطلاق نداء وطني من أجل دعم الثقافة والفن، ليس فقط في المدن الكبرى، بل أيضًا في المناطق الريفية والنائية. إن إحياء مسرح الهواء الطلق بسيدي بوزيد، ليصبح فضاءً يجمع بين الإبداع والفرجة، سيعيد لهذا المعلم دوره كمحطة مشعة تنعكس فيها روح الفن وقيم الجمال.
إرسال التعليق