عندما يصبح المعمار هويةً وذاكرةً: محمد الرجفي يستحضر سحر مراكش في دار الشريفة
بدر قلاج. _ وكالة الأنباء المغربية
تستعد دار الشريفة بمراكش لاحتضان معرض فني تشكيلي بعنوان "هذا المعمار الساحر يسكنني"، من إبداع الفنان محمد الرجفي، وذلك خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 30 نونبر 2024. يجمع هذا المعرض أكثر من عشرين لوحة تمثل معالم المدينة الحمراء، حيث نجح الرجفي في إعادة تشكيل وتوظيف المعمار المراكشي بلمسة فنية تعكس روح المدينة وعبق تاريخها.
تحت هذا الشعار الفلسفي العميق، يأخذنا محمد الرجفي في رحلة بصرية إلى قلب مراكش، حيث يلتقط سحر العمارة المغربي والزخارفه التقليدية بقدرة فريدة على الجمع بين البساطة والأصالة، والتفاصيل المعمارية التي تحمل تاريخاً عريقاً وتراثاً يمتزج بحداثة غير مفتعلة. فالرجفي لا يعبر عن مراكش كمدينة ذات طابع سياحي وحسب، بل يعيد رسم ملامحها ويمنحها بعداً شعورياً يتماهى مع ذكرياته وارتباطه الشخصي بالمدينة.
هذا المعرض يمثل فرصة للجمهور المحلي والزوار لاكتشاف مراكش من منظور مختلف، حيث تبدو كل لوحة كأنها نافذة تطل على عمق الهوية المغربية، وتعكس جماليات العمارة التقليدية بأسلوب تعبيري حديث. اللوحات ليست مجرد صور بصرية، بل تحمل معاني دفينة تسرد قصصاً عن حياة المدينة وأزقتها وشوارعها، لتتحول اللوحة عند الرجفي إلى مزيج بين الكيان المعماري والذاكرة الحية التي تربط الماضي بالحاضر.
إن "هذا المعمار الساحر يسكنني" ليس مجرد عنوان للمعرض، بل رسالة تأملية يبعث بها الرجفي إلى زوار دار الشريفة، تذكرهم بأن الفن ليس فقط تجربة بصرية، بل لغة تمتزج فيها الهوية والذاكرة، وتروي قصة مراكش التي تأبى أن تبهت أو تغيب عن الذاكرة، لأنها تسكن قلوب وأرواح أهلها ومحبيها.
إرسال التعليق