بين التيه المكاني وأسرار الشعر المراكشي: إضاءات فكرية في معرض الكتاب الجهوي بمراكش
بدر قلاج _ وكالة الأنباء المغربية
في اليوم الثالث من المعرض الجهوي للكتاب بمراكش، المنعقد تحت شعار "مراكش: انبعاث حاضرة"، اجتمع عشاق الأدب والفكر لتوقيع عملين أدبيين بارزين. الأول كان ديوانًا شعريًا بعنوان "ليس في مكان" جمال أماش، الذي يغوص في فلسفة التيه المكاني والبحث عن الذات من خلال القصائد. أما الكتاب الثاني، "أسرار الأسوار" للدكتور محمد أيت لعميم، فقد جاء كدراسة معمقة تتناول شعراء مراكش الذين كتبوا الشعر المراكشي التقليدي بأسلوب فريد، مستعرضًا جوانب خفية من حياتهم وإبداعاتهم الأدبية.
في الندوة التي أدارها الأستاذ مراد القادري رئيس بيت الشعر بالمغرب ، تحدث الدكتور أيت لعميم عن رحلته في تتبع أعمال هؤلاء الشعراء، الذين شكلوا بأشعارهم جزءًا أصيلًا من هوية مراكش الأدبية. وأوضح أن هؤلاء الشعراء لم يكونوا مجرد أصوات شعرية، بل حملوا عبر قصائدهم إرثًا ثقافيًا غنيًا يعكس حياة المدينة وأسرار أسوارها التي تحفظ تاريخها.
من جهته، قدم الشاعر جمال أماش قراءة لبعض قصائد ديوانه “ليس في مكان”، مفسرًا العنوان وكيف يعكس مفهوم التيه والغياب. وقال أماش: “العنوان يشير إلى رحلة القصيدة في الزمان والمكان، حيث لا يمكن للقصيدة أن تُحصر في مكان محدد. هل تعلم متى تبدأ القصيدة ومتى تنتهي؟” وأضاف أن ما يشغله دائمًا هو تفاعل القارئ مع القصيدة، معربًا عن أمله في أن يصل هذا الديوان إلى كل من يرى في الشعر وسيلة للتأمل والتفكير.
الفعالية شهدت تفاعلًا كبيرًا من الحضور، إذ تمحورت المناقشات حول أهمية الشعر المراكشي في بناء الهوية الثقافية للمدينة. وجاءت الأعمال الموقعة لتبرز دور مراكش كحاضنة للأدب والفكر، وتؤكد على قيمة التراث الشعري الذي لا يزال حاضرًا بقوة في الذاكرة الثقافية المغربية.
بذلك، لا يقتصر المعرض الجهوي للكتاب بمراكش على كونه فضاءً لعرض الكتب، بل يتحول إلى منصة تفاعلية تجمع بين التراث والحاضر، وتسلط الضوء على العمق الثقافي والفكري لمدينة مراكش.
إرسال التعليق