
شهد شمال قطاع غزة تصاعدًا في حدة المواجهات بين كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، وقوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في المنطقة. وقد أعلنت "القسام" في سلسلة بيانات على منصة "تلغرام" أنها خاضت اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية، موقعة قتلى وجرحى في صفوفهم، بينما لم يصدر رد رسمي من الجانب الإسرائيلي حتى الآن.
في تفاصيل أول بيان، أفادت “القسام” بأن مقاتليها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية خاصة في منطقة بلوك 2 بمعسكر جباليا، شمال القطاع، وتمكنوا من إيقاع قتلى وجرحى في صفوف هذه القوة المتوغلة. وأضافت في بيان ثانٍ أن أحد مقاتليها استطاع قتل جندي إسرائيلي من مسافة قريبة، وفور وصول قوة الإنقاذ الإسرائيلية إلى الموقع تم استهدافها بعبوة ناسفة مضادة للأفراد، ما أدى إلى وقوع إصابات إضافية بين صفوف تلك القوة في حي التوام شمال غرب القطاع.
في نفس السياق، أوضحت الكتائب أنها استهدفت ناقلة جند ودبابة من نوع “ميركافاه” بعبوات ناسفة قوية غرب معسكر جباليا، مشيرة إلى أن هذه العمليات جاءت ردًا على توغل القوات الإسرائيلية ومحاولة فرض سيطرة على المناطق الشمالية.
وفي تطور موازٍ، أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت مستوطنة سديروت والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة بعدة رشقات صاروخية، في إطار ردها على الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
العملية العسكرية الإسرائيلية وتصعيد القصف على شمال غزة
بدأ الجيش الإسرائيلي، الأحد، عملية عسكرية واسعة في منطقة جباليا بهدف “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، وفقًا لتصريحات الجيش، وذلك بعد هجمات عنيفة على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع، هي الأشد منذ التصعيد الأخير في مايو/ أيار الماضي.
شهود عيان أكدوا أن القوات الإسرائيلية، مدعومة بالآليات الثقيلة والدبابات، توغلت في مناطق شمال غرب قطاع غزة، ما أدى إلى تصعيد المواجهات مع الفصائل المسلحة. من جهة أخرى، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات لسكان بلدة ومخيم جباليا بضرورة إخلاء منازلهم والتوجه إلى الجنوب عبر “ممر آمن”، فيما حذرت وزارة الداخلية في غزة المواطنين من الاستجابة لهذه التحذيرات، معتبرة إياها جزءًا من سياسة التضليل.
التداعيات الإنسانية للأعمال العسكرية
تشير التقارير إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، والمدعومة سياسيًا وعسكريًا من الولايات المتحدة، قد أسفرت عن خسائر إنسانية جسيمة. فقد أودت العمليات بحياة أكثر من 139 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، مع تسجيل أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين. هذا بالإضافة إلى الدمار الواسع الذي ألحق بالبنية التحتية، والمجاعة التي تسببت في وفاة العشرات من الأطفال وكبار السن.
ورغم تصاعد الدعوات الدولية لإنهاء الأعمال العسكرية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير عاجلة لوقف ما وصفته بـ "الإبادة الجماعية" وتحسين الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية متجاهلة هذه المطالبات.