
بدر قلاج _ وكالة الأنباء المغربية
نظم مركز التوثيق والأنشطة بفضاء الندوات بالمركب الإداري والثقافي محمد السادس بباب إغلي، مراكش، يوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024، ندوة علمية تحت عنوان "الآداب والذاكرة"، وذلك في إطار جهود المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة مراكش آسفي لتعزيز التواصل الثقافي والفني والديني. تهدف الندوة إلى تسليط الضوء على أهمية الذاكرة الثقافية والفنية في المجتمع المغربي، وإبراز الدور الحيوي للأدب والفن في تعزيز الهوية الوطنية.

تناولت الندوة بشكل رئيسي العلاقة الوثيقة بين الأدب والذاكرة المجتمعية، حيث شكل الأدب الإسلامي عبر العصور أداة هامة للحفاظ على الهوية الثقافية والدينية. وقد ناقش المشاركون كيفية استعادة التراث الأدبي في ضوء التحديات المعاصرة، مع التأكيد على دور الأدب في نقل قيم الأخلاق والتقاليد الإسلامية السمحة. هذه الجوانب تسهم في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية، خاصة في مجتمع يتسم بالتنوع الثقافي والغنى التراثي كالمغرب.

شهدت الندوة حضورًا لافتًا لجمعية الكتبيين الحرفيين بمراكش، برئاسة السيد عبد اللطيف، الذي يُعَدّ من الشخصيات البارزة في دعم الكتاب والذاكرة الثقافية المغربية. أثرت الجمعية النقاش بمداخلات مهمة حول دور الكتاب والمخطوطات في الحفاظ على التراث الفكري، مؤكدين على أن الأدب ليس مجرد كلمات على صفحات، بل هو مخزن للذاكرة المجتمعية والأخلاقية. وقد أبرز السيد عبد اللطيف أهمية الكتاب في نقل التراث عبر الأجيال، وشدد على ضرورة دعم الكتابة والنشر كوسيلة لترسيخ الهوية الوطنية والمحافظة على التراث الثقافي.
رافق الندوة معرض فني للفنانة ليلى بنرباك ، حيث خصص فضاء لعرض مجموعة من لوحاتها التشكيلية. اللوحات عكست ببراعة التناغم بين الفن والتقاليد المغربية الأصيلة، وتعبيرًا عن القيم الثقافية والفنية المتجذرة في الذاكرة المغربية. هذا المعرض أضاف بعدًا فنيًا للندوة، مما ساهم في تعزيز التفاعل بين الحضور وأثرى النقاشات حول الترابط بين الفن والذاكرة الثقافية.
شارك في الندوة عدد من الفاعلين الجمعويين والمثقفين إلى جانب السيد مندوب المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية. وقد تركز النقاش على كيفية استثمار الآداب والفنون الإسلامية في الحفاظ على الهوية الثقافية للأمة، مع تسليط الضوء على أهمية الفعاليات الثقافية والدينية كوسيلة لتعزيز الوعي المجتمعي وتوجيهه نحو الحفاظ على التراث.
تظهر هذه الندوة الجهود المستمرة للمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة مراكش آسفي في تعزيز الربط بين الموروثات الثقافية والدينية والفنية. الفعالية لم تكن مجرد نقاش فكري، بل كانت مناسبة للتفاعل والتبادل الثقافي بين المشاركين، مما عزز فهمًا أعمق لدور الأدب والفن في حفظ الهوية الوطنية والإسلامية.
تجسد هذه الفعالية أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه الندوات التي تساهم في نشر الوعي الثقافي والديني والفني، وفي الحفاظ على التراث الوطني المغربي في مواجهة التحديات الحديثة.