تصاعد التوتر بين لبنان وإسرائيل بعد تفجيرات “بيجر” وإطلاق صواريخ من لبنان
يشهد الوضع الأمني على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا خطيرًا بعد سلسلة أحداث بدأت بتفجير آلاف أجهزة "بيجر" المستخدمة في الاتصالات اللاسلكية في لبنان. الهجوم، الذي وقع يوم الثلاثاء، أدى إلى مقتل 12 شخصًا بينهم طفلان، وإصابة ما بين 2750 و2800 شخص، بينهم 300 في حالة حرجة، وفقًا لتصريحات وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في مؤتمر صحفي.
الحكومة اللبنانية وحزب الله اتّهما إسرائيل بالمسؤولية عن التفجير، على الرغم من أن تل أبيب لم تصدر بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي تورطها. في الوقت ذاته، حذف مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منشورًا على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، ألمح فيه إلى دور إسرائيلي في الهجوم، مما زاد من التكهنات حول مسؤولية إسرائيل.
ردًا على تفجيرات “البيجر”، تم رصد إطلاق 10 صواريخ من الأراضي اللبنانية نحو مناطق مفتوحة في الجليل الغربي داخل إسرائيل، دون أن تُسجل إصابات. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الصواريخ سقطت في مناطق غير مأهولة، بينما دوّت صفارات الإنذار في عدة بلدات على الحدود، من بينها بلدة عرب العرامشة. ورغم الإنذارات، تبيّن أن بعضها كان ناتجًا عن تحذيرات خاطئة.
تزامن هذا التصعيد مع ارتفاع مستوى التوتر بين إسرائيل وحزب الله، حيث رفعت إسرائيل حالة التأهب إلى أعلى مستوياتها منذ اندلاع الاشتباكات على الجبهة الشمالية في أكتوبر الماضي. هذا يأتي في سياق تخوفات إسرائيلية من رد قوي من حزب الله بعد اغتيال رئيس أركانه، فؤاد شكر، قبل شهرين.
من جهته، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى شن عملية عسكرية ضد لبنان تحت وطأة الضغوط الداخلية، خصوصًا بعد الفشل في إعادة عشرات الآلاف من المستوطنين الذين نزحوا من شمال إسرائيل بسبب القصف المتواصل من حزب الله.
الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والفصائل اللبنانية، بما في ذلك حزب الله، مستمرة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على طول “الخط الأزرق” الفاصل بين لبنان وإسرائيل. هذه الاشتباكات جاءت في إطار ردود الفعل على الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 136 ألف فلسطيني، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، إضافة إلى تدمير واسع النطاق ومجاعة قاتلة في القطاع.
الأوضاع المتأزمة على الجبهة الشمالية تضع المنطقة على شفا انفجار واسع، في ظل الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لردود محتملة من حزب الله والضغوط المتزايدة على نتنياهو لاتخاذ إجراءات عسكرية رادعة.
إرسال التعليق