المغرب يرسل طائرات “كنادير” للمساعدة في إخماد حرائق البرتغال بعد طلب رسمي من لشبونة
استجابة لطلب عاجل من الحكومة البرتغالية، أرسل المغرب يوم الأربعاء أربع طائرات من طراز "كنادير" المتخصصة في مكافحة الحرائق للمساهمة في جهود السيطرة على النيران المشتعلة في شمال البرتغال. تأتي هذه الخطوة بعد أن شهدت منطقتا أفيرو وفيسيو حرائق ضخمة تسببت في مقتل 7 أشخاص وإصابة أكثر من 40 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، مما استدعى إجلاء آلاف الأشخاص بعيدًا عن مناطق الخطر.
الحرائق التي بدأت منذ أيام ألحقت أضرارًا جسيمة بالممتلكات والغابات، واضطرت الحكومة البرتغالية إلى طلب المساعدة من عدة دول، بما في ذلك المغرب وإسبانيا وفرنسا، لتعزيز قدراتها في مواجهة هذا الوضع المتفاقم. وقد انضم إلى الفرق المحلية أكثر من 5 آلاف رجل إطفاء في محاولة للسيطرة على الحرائق التي لا تزال خارج نطاق السيطرة في بعض المناطق.
ووفقًا للصحافة البرتغالية، فإن تعزيزات المغرب، التي تشمل طائرات “كنادير”، تلعب دورًا حيويًا في إطفاء الحرائق في مناطق وعرة يصعب الوصول إليها عبر الوسائل التقليدية. هذه الطائرات تعتبر من الأدوات الفعالة في إخماد النيران الواسعة بسرعة، نظرًا لقدرتها على حمل كميات كبيرة من المياه وإسقاطها على بؤر الحرائق.
المغرب يُعد واحدًا من الدول القليلة في إفريقيا التي اقتنت طائرات “كنادير”، وقد أصبحت المملكة رائدة في مجال مكافحة الحرائق الجوية خلال السنوات الأخيرة. تمتلك المغرب أسطولًا من هذه الطائرات التي سبق لها التدخل في حالات حرائق ضخمة داخل المملكة وخارجها، مما جعلها شريكًا مهمًا في الجهود الدولية لمواجهة الكوارث الطبيعية.
وفي ظل هذه التطورات، كشفت السلطات البرتغالية أن العديد من الحرائق التي شهدتها البلاد مؤخرًا كانت بفعل فاعل. وأعلنت الشرطة عن اعتقال 12 شخصًا مشتبهًا بهم في إشعال الحرائق عمدًا لأسباب تتعلق بمصالح تجارية أو انتقام شخصي أو نتيجة للإهمال. رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو شدد في تصريحاته على أن الحكومة “لن تدخر أي جهد في اتخاذ إجراءات صارمة” لمحاسبة المتورطين في هذه الجرائم البيئية.
مع استمرار الجهود الدولية والمحلية لمكافحة الحرائق، تبقى الأوضاع في شمال البرتغال مقلقة، حيث تعمل السلطات على تقليل الخسائر وحماية المواطنين والممتلكات، بمساعدة المغرب ودول أخرى استجابت لنداء لشبونة في هذا الظرف الصعب.
إرسال التعليق