عبدالكريم الحساني

شاهد الفيديو

في عملية أمنية ناجحة، تمكنت مصالح الأمن بمنطقة سيدي البرنوصي ، في مدينة الدار البيضاء من القبض على شخصين تورطا في عملية سطو مسلح استهدفت محلبة في زقاق منعزل قرب مقبرة سيدي مومن. الحادثة وقعت في الساعات الأولى من فجر يوم الخميس 5 شتنبر 2024، حيث أظهرت لقطات كاميرا المراقبة تفاصيل الواقعة التي بدت أشبه بمشهد من فيلم سطو مسلح.

ظهر في الفيديو الذي امتد لدقيقتين وإحدى عشرة ثانية، شخصان يحملان أسلحة بيضاء من نوع السكاكين الكبيرة، وهما يهاجمان المحلبة في ساعة متأخرة من الليل. ووفقًا للتحقيقات، حاول اللصان تحت التهديد سرقة ثلاثة عاملين قاصرين يعملون في المحل، بهدف الحصول على ما بحوزتهم من نقود وهواتف نقالة. في ظل حالة الرعب التي سيطرت على المكان، تمكن أحد العاملين، رغم صغر سنه، من إبداء شجاعة مفاجئة حيث تصدى للمهاجمين مستخدمًا مكنسة يدوية، ما أثار ارتباك اللصين ودفعهما إلى الفرار سريعًا تحت جنح الظلام.

بعد تلقي مصالح الأمن بدائرة التشارك بلاغًا حول عملية السطو حوالي الساعة الثانية فجرًا، باشرت فرق الشرطة تحرياتها على الفور. أسفرت هذه التحريات السريعة والدقيقة عن تحديد هوية المشتبه بهما وتوقيفهما في زمن قياسي. كشفت التحقيقات الأولية أن الجانيين من أبناء حي التشارك القريب من مكان الحادث، وأنهما كانا يستهدفان المحل بسبب موقعه المنعزل وتشغيله على مدار الساعة، وهو ما أثار مخاوف السكان المحليين، خصوصًا بعدما انتشر الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي.

كما أظهرت التحقيقات أن العاملين الذين تعرضوا للهجوم ما زالوا قاصرين، مما زاد من تعاطف المجتمع المحلي معهم وزاد من حدة الانتقادات تجاه تشغيل المحل التجاري في تلك الساعات المتأخرة وفي منطقة شبه نائية. من جهة أخرى، أعرب السكان والمجتمع المدني عن تقديرهم الكبير للاستجابة السريعة والفعالة للأجهزة الأمنية التي تمكنت من إيقاف الجانيين قبل أن يتمكنا من الهرب أو ارتكاب جرائم أخرى.

هذه العملية الناجحة تعكس يقظة وكفاءة مصالح الأمن في التعامل مع الجرائم في المناطق الحساسة، وتؤكد على أهمية التعاون السريع بين المواطنين والأمن في الحفاظ على الأمن والاستقرار.