تصعيد جديد في طاطا: ممرضي وتقنيي الصحة يدخلون في إضراب شامل
بدأ ممرضو وتقنيو الصحة بإقليم طاطا إضرابًا شاملًا عن العمل يمتد لمدة 72 ساعة، ابتداءً من الثلاثاء 3 شتنبر وحتى الخميس 5 شتنبر 2024. هذا الإضراب يأتي كخطوة احتجاجية على ما وصفته النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة بـ"تماطل الإدارة الإقليمية والجهوية في تنفيذ الاتفاقات الموقعة سابقًا وعدم الاستجابة للمطالب المشروعة التي تخص تحسين ظروف العمل والاعتراف بحقوقهم".
أسباب الإضراب وتفاصيل المطالب:
في بيان شديد اللهجة أصدرته النقابة، أعرب الممرضون وتقنيو الصحة عن استيائهم العميق مما اعتبروه “تجاهلًا متعمدًا” من قبل الإدارة لمطالبهم العادلة، مشيرين إلى أن هذا التجاهل يعكس “سياسة ممنهجة لتقويض حقوق الشغيلة الصحية في الإقليم”. وأوضحت النقابة أن مطالبها تتضمن تحسين بيئة العمل، توفير المعدات الطبية اللازمة، التحفيز المادي والمعنوي للأطر التمريضية، وتفعيل بنود المحضر الإقليمي الذي تم التوصل إليه سابقًا مع السلطات.
مقاطعة شاملة للتقارير والإحصائيات:
إضافة إلى الإضراب، أعلن الممرضون والتقنيون مقاطعتهم الشاملة لكافة التقارير والإحصائيات اليومية، الأسبوعية، والشهرية، وهو ما يُعد تصعيدًا غير مسبوق يعكس مدى تدهور العلاقة بين الأطر الصحية والإدارة. ومع ذلك، أكد المحتجون استمرارهم في أداء المهام التمريضية الضرورية، لضمان عدم تأثر المواطنين بشكل كبير، مع توجيه نداء عاجل إلى وزير الصحة للتدخل الفوري قبل تفاقم الأزمة.
خلفيات التوتر:
تعود جذور التوتر إلى ما وصفته النقابة بـ”التضليل والمغالطات” التي تروج لها الإدارة الإقليمية، في محاولة منها لثني الممرضين والتقنيين عن مطالبهم. واتهمت النقابة المسؤولين المحليين بالتهرب من التزاماتهم المتفق عليها، واعتماد “سياسة الكيل بمكيالين” في تحفيز الأطر الصحية، مما أسهم في تعميق الأزمة وجعل الحوار غير مجدٍ.
دور الممرضين في النظام الصحي المحلي:
أشار البيان إلى أن الممرضين وتقنيي الصحة يحملون على عاتقهم عبء تقديم حوالي 95% من الخدمات الصحية في إقليم طاطا، وذلك في ظل نقص حاد في عدد الأطباء. هذا الوضع دفع الأطقم التمريضية إلى العمل في ظروف صعبة، تشمل التنقل لمسافات طويلة لتقديم الخدمات الصحية، دون الحصول على أي تحفيزات تذكر أو تحسين في بيئة العمل.
تصاعد الاحتقان وتهديد السلم الاجتماعي:
حذرت النقابة من أن استمرار تجاهل مطالب الممرضين سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان في القطاع الصحي، وقد يهدد السلم الاجتماعي في الإقليم. ووجهت الدعوة للإدارة الإقليمية والجهوية للتحلي بالجدية في التعامل مع مطالبهم، مؤكدة على أن خطوات تصعيدية أكبر ستُتخذ في حال استمر الوضع على ما هو عليه. النقابة شددت على أن البرنامج النضالي سيستمر وسيتم الإعلان عن تفاصيله في بيان لاحق، إذا لم يتم التوصل إلى حل يرضي كافة الأطراف.
الدعوة إلى الحوار:
في ختام بيانها، دعت النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة بإقليم طاطا إلى العودة إلى طاولة الحوار الجاد والبناء، مؤكدة أن الحوار كان ولا يزال الخيار الأمثل لحل كافة المشاكل المتراكمة. وأشارت النقابة إلى أنها ظلت ملتزمة بالحوار السلمي طوال العام وأربعة أشهر منذ تجديد مكتبها، ولكن استنفاد كافة الوسائل السلمية دفعهم إلى اتخاذ هذه الخطوة التصعيدية، التي يرونها ضرورية للدفاع عن حقوقهم وضمان تحسين ظروف عملهم.
الوضع الحالي:
في ظل هذا التصعيد، يبقى الوضع الصحي في إقليم طاطا حساسًا، ويحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات المسؤولة لتجنب أي تداعيات سلبية قد تؤثر على خدمات الرعاية الصحية في الإقليم، ولضمان عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي.
إرسال التعليق