أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن خطاب العرش الأخير لجلالة الملك محمد السادس وضع إطارًا واضحًا لموقف المغرب من النزاع في الشرق الأوسط والأزمة في غزة. جاء ذلك خلال ندوة صحفية عقدها بوريطة بعد اجتماع مع عبد الرحمن غلام الله، وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والتشاديين بالخارج.

وأوضح بوريطة أن جلالة الملك، باعتباره رئيس لجنة القدس، خصص جزءًا مهمًا من خطابه هذا العام لتناول التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، مشددًا على الاهتمام الشخصي والخاص لجلالة الملك بالقضية الفلسطينية. وأكد بوريطة أن القضية الفلسطينية تظل في مرتبة القضية الوطنية بالنسبة للمغرب.

تطرق بوريطة إلى ثلاث نقاط رئيسية وردت في خطاب العرش:

1. دعم المبادرات البناءة: أكد الملك محمد السادس دعم المغرب للمبادرات الدولية التي تهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني في غزة. كما أشار إلى تأييد المغرب لمبادرات مثل تلك التي قدمتها الولايات المتحدة وقطر ومصر، والرامية إلى عقد لقاءات سريعة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
2. رفض التصرفات المتطرفة: أدان الملك تصرفات المتطرفين، بما في ذلك اقتحام المسجد الأقصى والهجمات على المدنيين والمرافق الطبية مثل المدارس والمستشفيات، مشددًا على أن هذه الأفعال غير مقبولة وتهدد الاستقرار. وأكد أن الملك يرفض أي تصعيد، ويعتبر الاستهداف العشوائي للمدنيين جريمة، وينبغي التعامل معها وفقًا للقوانين الدولية والقيم الإنسانية.
3. ضرورة إيجاد حل دائم: دعا الملك إلى تجاوز منطق إدارة الأزمات والتركيز على إيجاد حل شامل للصراع. أكد بوريطة أن الملك يعتبر أن الحل النهائي يجب أن يقوم على مبدأ حل الدولتين، بحيث تكون غزة جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لحدود 4 يونيو 1967. وأبرز الملك الحاجة إلى تحرك فعّال من المجتمع الدولي ومجلس الأمن لتفادي تفاقم الوضع وإدخال أطراف جديدة قد تؤدي إلى نتائج سلبية.

وشدد بوريطة على أن المغرب يعتبر التوصل إلى حل شامل هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع وضمان الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا على التزام جلالة الملك بدعم جميع الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.