معاناة الفلاحين المتضررين من هدم الآبار بطاطا تتفاقم.. معتبرين الإجراء تعسفا وحكرة ومخالفة قانونية
مبارك كرزابي – وكالة الأنباء المغربية
تعيش ساكنة مجموعة من الدواوير التابعة لدائرتي فم زكيد و اقا بإقليم طاطا ، منذ اسابيع، على صفيح ساخن بسبب عمليات هدم واغلاق العشرات من الابار المخصصة للزراعة والفلاحة، ففي اتصالات هاتفية بالجريدة،
عبر العديد من الفلاحين بإقليم طاطا، خاصة بمزارع اولاد هلال و ايت وابلي والوكوم ومزارع الكرازبة ، وفم الحصن عن استنكارهم وامتعاضهم من القرار الذي اتخذه عامل اقليم طاطا، تحت رقم 215 الصادر بتاريخ 22 غشت 2021 تنفيذا للقانون 36.15 المتعلق بالماء.
والذي يقضي بهدم وردم اواغلاق الابار التي لا تتوفر على رخصة والتي تعد بالعشرات، هذه الخطوة التي استنكرها العديد من المتتبعين، واعتبروها مضرة بالفلاحة الوطنية و بالاقتصاد عموما.
حيث قام رجال السلطة بردم الآبار المخصصة للزراعة المعيشية، و زراعة البطيخ الاحمر (الدلاح) على مستوى دوار تيزونين جماعة توزونين قـيـادة أيت وابلي دائرة أقا إقلـيـم طاطا، وبدائرة فم زكيد، وسط استنكار مالكيها الذين تكبدوا خسائر تقدر بعشرات الملايين.
وفي اتصال هاتفي للجريدة بأحد الفلاحين المتضررين بفم زكيد ، والذي أكد أن لا احد يجادل او يشك في كون زراعة الدلاح المسبب الرئيسي في ندرة المياه بالإقليم ، لكن هل لا يوجد هناك اجراء بديل لعملية الاغلاق والهدم للآبار؟؟ هل هذه الابار لا يمكن ان نسقي بها اشجار النخيل والحناء ومختلف المزروعات الاخرى غير الدلاح ؟؟.علما ان هذه الضيعات ملك خاص لنا حصلنا عليها اما عبر الوراثة او اثر عملية توزيع للاراضي السلالية، باعتبارنا من ذوي الحقوق، وبتسليمات قانونية تحت اشراف وزارة الداخلية”. مشددا ان هذا الاجراء تسبب له بخسارة لا تقل عن 30 مليون سنتيم، خصوصا أنه قام بتجهيز الارض وتهييئها بالمعدات اللازمة استعدادا للموسم الفلاحي، وهو الامر ذاته بالنسبة للعديد من الفلاحين الصغار.
وأضاف ذات المتحدث، أنه ليس هناك نص قانوني يتضمن رخصة حفر بئر، كل ما هو منصوص عليه قانونا ان هناك رخصة جلب المياه، على اعتبار ان الماء ملك للدولة وان هذه الاخيرة لازالت لم تحدد تسعيرة لجلب المياه، لذلك فجميع المواطنين من حقهم ان يستفيدوا من المياه الجوفية مجانا. متسائلا في نفس الوقت “هل هناك قانون يمنع المواطنين من زراعة الدلاح بضيعاتهم التي هي ملك خاص بهم.؟؟” . وتساءل الفلاح نفسه اين هي مساعدات الدولة لنا فيما يخص البذور والالات الفلاحية وحفر الابار؟؟، كما فعلت مع فلاحي بودنيب والراشيدية والسمارة وكلميم …، اين هو البديل لهدا الفلاح الفقير المفقر المحكور بطاطا، مشددا على ان اغلب الفلاحين والساكنة عموما خاصة بدائرتي فم زكيد واقا هاجروا قراهم ودواويرهم في اتجاه منطقة سوس ومراكش والدار البيضاء والرباط .. وتحولوا من مالكي الاراضي الى ممتهني الحرف الهامشية من باعة متجولين او عساسة بالعمارات او كسالة بالحمامات …. اليست هذا اكبر ادلال لهذه الساكنة “يقول بمرارة الفلاح نفسه”.
وفي الختام اكد المتحدث، “انه في غياب نص قانوني واضح، كل الاجراءات التي اقدمت عليها السلطات المحلية بطاطا بخصوص هدم الآبار واغلاقها يعتبر تعسفا، مطالبا عامل الاقليم ان يثبت له وللرأي العام الوطني و بالدليل الملموس أن جميع الآبار التي استثنيت من الهدم تتوفر على رخص.
إرسال التعليق