لعنة الأحزاب.. الغالبية المطلقة منها نكرة غير معروفة من قبل الشارع المغربي، ولا يسمع عنها إلا أثناء “الحملات الانتخابية..
م. البشيري /ع. السباعي وكالة الأنباء المغربية
لا احد يختلف مبدئيا أن الأحزاب كان لها دور ريادي في تنظيم المجتمع والمساهمة في تدبير ازماته، وهو أمر يجد تأصيله في الدستور كأسمى قاعدة قانونية في للبلاد، هذه المساهمة تتجلى في تأطير المواطنات والمواطنين وتعزيز تكوينهم السياسي والنقابي والحزبي من جهة، مع الدفاع عن نطالبهم المشروعة وحثهم على الانخراط بشكل وازن وفعال داخل هياكل المجتمع. هااادشي كامل في الحالات العادية..أما فوقت الأزمة راه كلام آخر؟!!!
وحتى نكون صادقين، فالعديد من المؤسسات الحزبية إن لم نقل جلها، لم تقدم من قريب أو بعيد ما كان متوقعا منها، حين كانت تتبجح بشعارات النضال، وتتشدق بالسوفسطائية المقيتة التي مرت وانتهى زمانها، للاسف هذه الأحزاب بدء بالمصباح والتراكتور والطوموبيل والحمامة والغراب.. على اختلاف توجهاتها ومجال اشتغالها، لم تبرح مكانها منذ التأسيس، فظلت افكارها وتوجهاتها الفكرية الاديولوجية ان وجدت وهي منعدمة طبعا، حبيسة جماجم نخب فضلت احداث قطيعة كلية مع المجتمع، باستثناء حضور الولائم والحفلات الفاخرة ، لا لشيء إلا لإلقاء عبارات تافهة وكلمات مبعثرة مع التوقيع على دفتر الارتسامات في نهاية المطاف..هذا سميتو الطنز العكري ونضال الكارطون!!
الان وقد صرنا في المنعطف، وخيمت علينا محطة الاستحقاقات، و في وقت كنا في حاجة ماسة اكثر من اي وقت مضى الى توحيد الجهود لبناد غد افضل، وتنظيم الصفوف، بدت الاحزاب على اختلاف رموزها اكثر تشردما ووصولية وانتهازية، بل ولوحظ ان افراد المجتمع كانوا اكثر تنظيما وانضباطا من هذه الاحزاب “لي النهار كاامل اهوما اهدرو على الانضباط والوطنية.. ولكن غير شعارات ديال لغة الخشب.
الغالبية المطلقة من هذه الأحزاب نكرة غير معروفة من قبل الشارع المغربي، ولا يسمع عنها إلا أثناء “الحملات الانتخابية ” و”الاستحقاقات” البرلمانية والجماعية، وبالتالي فهي عبء على كاهل الوطن، واستنزاف مادي ومعنوي لا طائل من ورائه، هذه النخب بين قوسين كانت تواصل نضالها المزعوم من المنصات الافتراضية لوسائل التواصل الاجتماعي، عبر ندوات وهمية ومحاضرات سوفسطائية مبتدلة، لتبرهن ان دورها في المرحلة لا يعدو ان يكون كطاحونة الهواء.. تشدق بالشعارات وتقادف ورشق لبعضهم البعض بالافكار الاديولوجية الجوفاء.. صراحة ماكينا معنى!!!
المصباح كان آخرها في قطع اواصر الثقة.. لم يقدم مساهمة ملموسة في نشر الثقافة السياسية الرفيعة، و لا في تكوين المواطنين وتأطيرهم وتوعيتهم بواقعهم والعالم المحيط بهم، بل ولم يقم بواجبه كما وعد في الدفاع عن الطبقات الشعبية المحرومة، والوقوف في وجه أصحاب القرار ومواجهتهم بقدر كبير من النضال والتضحية ونكران الذات.. سااالات الحفلة !!
إرسال التعليق