حنكة ضابط شرطة تطيح بالمدعو” مول الفيزا”.. أسطورة عمليات تزوير تأشيرات الهجرة بسطات..
عبد الكريم الحساني
وكالة الأنباء المغربية
“مول الفيزا” أو فنان التزوير وهو صاحب اكبر وأغرب عمليات تزوير شهدتها مدينة سطات منذ عقود من الزمن، حيث الإحترافية العالية الدقة المتناهية في تزوير تأشيرات السفر دون أن يكلف زبناءه عناء اللجوء الى الجهات التي يفترض أن تصدر منها، السيد فنان فالتزوير !!فكيف سقطت قلعة مول الفيزا؟
قد يكون الجشع اسوء العوامل التي تنهي تجربة سنوات من الخبرة في فن التزوير او ما يعرف بالجريمة الأنيقة، عدسات مكبرة للرؤية، واشرطة لاصقة، ودراية دقيقة بتفاصيل الاختام والطباعة، كلها وسائل يستعملها المدعو القنصل أو “مول الفيزا” لتعديل وتزوير وثائق رسمية وتأشيرات لا تحاكي الوثائق الأصلية فحسب، بل وتتفوق عليها.. ولكن السيد جابتو السمطة، ها كيفاش..!!
هي ساعات فقط قبل الاعتقال، آلة التزوير لا تتوقف، وعشرات الآلاف من الدراهم يوميا تجد طريقها لخزينة “مول الفيزا”، والذي يعمد الى تزوير التأشيرات الرسمية لفائدة الاغيار، حيث يتلقى مكالمات هاتفية من زبائن راغبين في الهجرة، لتقابلها وعود يقينية لا غبار عليها بأن جواز السفر سيكون جاهزا قبل الموعد للتسليم.
القنصل او “مول الفيزا” تفوق على مزوري عقود الزواج وابرام النكاح، وتجاوز شهادات العزوبة الحياة و الميلاد، بل صار قادرا على اثبات ان الميت لازال على قيد الحياة. انه سحر الجريمة الذي يظاهي الفن ويتخطى حدود العقل والمنطق. من اللخر كان السيد معلم!!
المصالح الأمنية بسطات كانت تدرك أن الدعو “القنصل أو مول الفيزا” لم يكن شخصا عاديا، بل كان مميزا في عالم الجريمة! وكان يمتلك من الدراية بتفاصيل الأختام والطباعة ما يجعله قادرا على توفير الفيزا لزبنائة في ظرف وجيز، مقابل مبالغ مالية يحددها عامل الزمن..! ولكن دابا السيد طاااح، اجابتو السمطة.
ضابط الشرطة (ي-ع) المكلف بالمهمة رفقة العميد “مكوار” حينها بسطات راهن على الإطاحة بقلعة القنصل، و ذلك ساعات فقط بعد توصله باخبارية دقيقة، تفيد ان أحد الأشخاص الذي يشتبه في ضلوعه في أعمال تهم تزوير وثائق رسمية وتأشيرات لفائدة الأغيار مقابل مبالغ مالية، يتردد على إحدى المقاهي المعروفة بالمدينة، مما دفع الضابط (ي-ع) الى ربط الخيوط وفق خطة محكمة مكنت من الإيقاع به. هااا كيفاش !!
على غرار قادة عصابة المافيا، يلتحق القنصل بالمقهى كل صباح ليرتشف فنجان قهوة ويتواصل مع زبنائه، لكن هذه المرة كانت الأجواء هادئة اكثر من اللازم، لكنه مع ذلك لم يلاحظ ان السيارة السوداء ذات الزجاج غير المكشوف تراقب تحركاته، وأن أعين ضابط الشرطة رفقة العناصر الأمنية تترصد الفرصة لاعتقاله..المهم السيد معلم!
لحظات بعد اعتقاله، و على إثر العملية ، انتقل ضابط الشرطة رفقة عناصر الأمن الى مقر سكنى الموقوف، والذي يتكون من ثلاث طوابق، جرى خلالها مسح كلي لمرافق البناية بحثا عن دليل الادانة، ولكن لا إثر لجوازات السفر التي يفترض انها يقينا جاهزة ومعدة للتسليم للزبناء.. مكاينش الخيط !!!
الحس الأمني لضابط الشرطة، قاده للتأمل في جزئيات وتفاصيل المرافق المكونة للمنزل بما في ذلك المطبخ، حيث لاحظ ان برميل الدقيق لم يكن مغلقا باحكام. ليطرح السؤال كيف لزوجة او أم أن تترك الأناء على هذه الحال؟ والمثل كيقول الي بغيت تشوف الحداكة ديال مولات الدار ، شوف برميل الدقيق والفخر!
حنكة ضابط الشرطة انداك “. عبدالقادر /ي ” قادته الى قطع الشك باليقين، فكانت المفاجأة صادمة بعد تفتيش محتوى برميل الدقيق، إذ اكتشف ضابط الشرطة ان الأم وخوفا على ابنها استعملت البرميل بسرعة البرق فور دخول المصالح الأمنية للمنزل، كخزنة لإخفاء عشرات الجوازات التي صارت جاهزة للتسليم، لكنها وبسبب الارتباك لم تحكم إغلاقه.. لتكون بداية الخيط..
وعلى إثر هذه العملية، استطاع الضابط بفضل الحنكة والحس الأمني العالي ان يطيح بقلعة “مول الفيزا”، وينهي تاريخ أسطورة التزوير بسطات.. شكون هاد القنصل ؟ أكيفاش شدوووه افين تعلم هاد الحرفة؟!
إرسال التعليق