سماح عقيق

وكالة الأنباء المغربية

تحل اليوم الذكرى 177 لمعركة ايسلي من سنة 1844، بالقرب من مدينة وجدة بسبب مساعدة السلطان المغربي المولى عبد الرحمان للمقاومة الجزائرية ضد فرنسا، الشيء الذي دفع الفرنسيين الى مهاجمة المغرب، عن طريق ضرب ميناء طنجة و تطوان ثم أصيلة، وليس هي المرة الأولى التي يستنجد فيها أهل الغرب الجزائري بالسلطان المغربي فقبلها بسنوات، أقدم اهل تلمسان على السلطان المغربي بفاس، طالبين منه المدد، في فتنة وقعت بينهم وبين الحكم المركزي.

وحسب كتاب “تاريخ وجدة انكاد في دوحة الأمجاد” لصاحبه الدكتور عبد الحميد العلوي، فإن الأمير الجزائري عبدالقادر، ذكر أكثر من مرة، في مراسلاته مع العاهل المغربي قيمة الإمدادات المتنوعة التي وردت إليه ونوه بها، بل أكد أنه حمل لواء الجهاد للدفاع عن بيضة المسلمين كخلفية للملك العلوي .

لم يحتج الفرنسيون من ذريعة أخرى لإختراق الحدود المغربية، ومطاردة المجاهدين الجزائريين على اراضيها ما استنفر حمية السلطان المغربي وأيقظ غيرته إثر هذا الإعتداء، فتقدمت القوات الفرنسية في نصفها من تلمسان الى مدينة لالة مغنية، التي تبعد عن مدينة وجدة الحدودية نحو 30 كيلومترا فأقاموا فيها قاعدة امامية، محصنة بخندق من عرض 4 أمتار، ونصبوا عليها 8 مدافع وكانت مهمتها الاستطلاع على تحركات المغاربة .

في المقابل كانت المدفعية المغربية جد قديمة، فلم تزد أي قيمة مضافة على قوة الفرسان الضاربة، وهذا مايبين أن تطور السلاح والتكتيك الحربي الفرنسي، كان حاسما في المعركة أمام تقليدانية الحرب المغربية، واعتمادها على أعدادها التي فاقت العدو، كما لعب تمركز القوات المغربية دورا، إذ بقي معسكرهم مكشوف، فسهل الاستهداف وبالتالي تشتت تركيز الجيش المغربي بين خوض الاشتباك مع العدو وحماية المعسكر .