عبد القادر السباعي _ وكالة الأنباء المغربية
سنوات عجاف بعد اعتلاء الاسلاميين سدة الحكم كانت كافية لرفع الستار والكشف عن خبايا الامور، حكومة جاءت نتاج حراك اجتماعي اجتاح الدول العربية، بغية اعادة ترتيب البيت السياسي من جديد، وتطويق بؤر الفساد والريع.. ماذا بعد؟
الاكيد أن الربيع العربي في نسخته المغربية، قد شكل منعطفا حاسما داخل المجتمع، واستطاع في ظرف وجيز احياء وبعث الوعي السياسي لدى فئات عريضة من الشعب المغربي، بما في ذلك فئة الشباب المفعم بالحماس والاندفاع، مؤكدين رفضهم لكل اشكال الريع و الفساد والتمييز والتهميش والاقصاء، عبر اتباع مسار سلمي صرف، كان اهم شعاراتها يسقط الفساد.
ولتذكير الذين مروا من هنا، فالتاريخ لا ينسى مواقف الصمود كما لا ينسى ايضا مواقف الخذلان والانتهازية، إذ قطع الحراك في نسخته المغربية مع “حركة 20 فبراير” اشواطا قياسية لا يستهان بها في درب التحرر والانعتاق، مؤمنا بضرورة التغيير، مع فتح المجال لأي انطلاقة سياسية جادة، تحقق آمال وطموحات فئات عريضة وأجيال وجدت نفسها امام شبح البطالة والفقر والاقصاء، أجيال تقادفتها للاسف امواج الانتهازية والوصولية المقيتة..
هي سبع سنوات عجاف او تزيد، كانت كافية لتظهر ان المصباح لم يعد يضيئ ، او بالأحرى اضاء طريق من حوله من الحاشية والمريدين، ليمكن قواعده من فرص لم يحضى بها غيرهم، تعيينات ومنح ومحسوبية بطعم التقوى والورع، وفشل ذريع في ادارة دواليب الرحى السياسية من اليمين الى اليسار.. بمعنى مكاينش برنامج” لي جات بسم الله”
مع دخولهم قبة البرلمان، صارت الرحى تدور ،تقتلع معها الاخضر واليابس، فأجهزت” رحى العدالة والتنمية” على قطاعات باكملها، وجعلت من السياسة مجالا للاسترزاق والاغتناء اللامشروع، وبذلك تكون حكومة المصباح قد نقضت العهد، مع وعود لا زالت منقوشة الى اليوم في تجاعيد من ادلو باصواتهم في التخوم وأعالي الجبال..”عفى الله عما سلف”.
اليوم وفي ظل النقاش المحتدم بشأن الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، يبدوا ان الرحى قد تدور من اليمين الى اقصى اليسار، ويبقى الامر الاكيد، أن النخب لم تقدم الشيء الكثير.