زاكورة : من الفايجة.. حفر ليلي مشبوه في غياب السلطات

الوكالة

2025-09-02

في زمن يرفع فيه المغرب شعار الأمن المائي كخيار استراتيجي، تتعرض منطقة الفايجة بزاكورة هذه الليلة و بالضبط حذب الشيباني لجريمة صامتة تنخر الأرض في الخفاء. حفر عشوائي في جنح الظلام، شاحنات وآلات تشتغل بلا حسيب ولا رقيب، وسلطات محلية غائبة بشكل يثير أكثر من علامة استفهام. ما يجري لا يشكل مجرد خرق قانوني عابر، بل هو طعنة غادرة في قلب الاستقرار المائي، وتهديد مباشر لحقوق ساكنة تعيش على حافة العطش.

في هذه اللحظات والساعة تشير الى الــثامنة من مساء اليوم الثلاثاء توصلت وكالة الأنباء المغربية بخبر مفاده أن منطقة الفايجة بقيادة ترناتة تعيش منذ ليلة الأمس الاثنين و الثلاثاء على وقع حفر ليلي مشبوه، بعدما باشرت شاحنة مخصصة للحفر أشغالها في جنح الظلام، من دون أي ترخيص قانوني يبيح هذا النشاط الخطير.

المعطيات التي حصلت عليها وكالة الأنباء المغربية تؤكد أن العملية تجري فوق أرض محددة إداريا للغير، وبالضبط في مكان يسمى “حذب الشيباني”، غرب مطرح النفايات. ابراهيم عجوز تجاوز السبعين سنة من عمره صرح بأن هناك تراميا واضحا على ملكيته الخاصة، وحفرا عشوائيا يهدد الأمن المائي للمنطقة في ظل أزمة عطش خانقة.

الأخطر من ذلك أن الحفر استؤنف لليوم الثاني على التوالي. فقد بدأت الآلة أشغالها ليلة أمس الاثنين ، واستمرت إلى اليوم الثلاثاء. طاقم الوكالة انتقل إلى عين المكان، ورصد العملية مباشرة، كما استمع لشهادات متضررين أكدوا أنهم حاولوا الاتصال مرارا بقائد قيادة ترناتة، لكن الهاتف ظل يرن دون جواب. كما اتصلوا كذلك بخليفة القائد من دون أي تفاعل او تدخل يذكر ، ذات المصدر أكد للوكالة في تصريح مصور على انه بعد كل محاولات التواصل مع السلطات المحلية و التي باءت بالفشل قال : أرسلت رسالتين صوتيتين مباشرة إلى السيد القائد نفسه لإخباره بما يجري في المنطقة حينها ، لكنني لم اتلق أي رد أو تدخل بهذا الخصوص.

وفي تصريح للوكالة، قال إبراهيم، وهو أحد المتضررين المباشرين: “أنا اليوم أعيش تحت تهديد حقيقي، حياتي في خطر بسبب خروجي بتصريحات اعلامية. هؤلاء الأشخاص المعنيون بالحفر قد ينتقمون مني في أي لحظة، وأنا أحمل السلطات كامل المسؤولية عن أي مكروه قد يلحق بي أو باستري إن لم تتدخل السلطات بشكل عاجل لإنصافي وحمايتي من بطشهم.”

لتبقى الأسئلة معلقة: أين دور أعوان السلطة في التبليغ عن مثل هذه الخروقات الليلية؟ ومن يتحمل مسؤولية هذا الوضع الكارثي الذي يضرب في العمق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة؟ تصريحات متطابقة استقتها الوكالة من عين المكان تؤكد أن عون السلطة بالمنطقة على علم تام بما يجري في “حذب الشيباني”، ومع ذلك يختار الصمت المريب، وكأنه يطبق مقولة “عين ميكة وقلب ما وجع”. بل إن بعض الشهادات لم تستبعد أن تكون هناك أمور أخرى مرت في الخفاء، لتبقى العبارة المتداولة على ألسنة الساكنة: “الفاهم يفهم”.

ما يحدث في الفايجة لم يعد شأنا محليا معزولا، بل قضية وطنية تمس الأمن المائي للمغرب بأسره. فالماء ليس مجرد مورد طبيعي، بل هو رهان وجودي واستراتيجي. وأي تهاون اليوم في ضبط هذه الممارسات، قد يقود غدا إلى كارثة لا تحمد عقباها.

وكالة الأنباء المغربية تؤكد أنها تتوفر على صور وفيديوهات توثق ما يجري في عين المكان. أما السكان المتضررين يوجهون نداء مباشرا للسيد عامل صاحب الجلالة على إقليم زاكورة و لوزارة الداخلية ووزارة التجهيز والماء، بضرورة فتح تحقيق عاجل وتفعيل آليات المراقبة والزجر، لإعادة الاعتبار لهيبة القانون وحماية المواطنين من أي تهديد.

التزاما بمبدأ المصداقية والشفافية، يظل منبرنا الإعلامي مفتوحا أمام جميع الأطراف للتوضيح أو الرد، في إطار الحياد والمسؤولية.

وكالة الأنباء المغربية ستبقى وفية لخطها الاستقصائي في تتبع الملف، وستعود إليه بكل تفاصيله لتكشف للرأي العام حقيقة ما يجري في عمق الفايجة.

يتبع…

تصنيفات