









النجارة.. آفاق جديدة بين التجارب والتأطير بالتكوين المهني
الوكالة
2025-10-07

عزمي همام
في أروقة التكوين المهني، حيث تختلط رائحة الخشب بصوت الآلات، يعيش المتدربون تجربة فريدة داخل عالم النجارة، تلك المهنة التي جمعت منذ القدم بين الدقة والإبداع، وبين الصبر والفن. هنا، لا يتعلّم الشباب فقط تقنيات العمل، بل يكتسبون حب الحرفة واحترام تفاصيلها.
يقول الأستاذ المؤطر “مهدي لمرابط “، أحد الأطر المشرفة على تكوين المتدربين في شعبة النجارة: النجارة ليست مجرد حرفة تقليدية، بل مدرسة في الصبر والإتقان. كل قطعة خشب بين أيدي المتدربين هي مشروع فني صغير، يُترجم شغفهم وإصرارهم على التميز.
ويضيف أن دوره لا يقتصر على تعليم التقنيات، بل يمتد إلى تأطير المتدربين إنسانياً ومهنياً، من خلال غرس قيم الانضباط، واحترام الوقت، والعمل بروح الفريق، وهي عناصر ضرورية لنجاح أي حرفي.
داخل الورشة، يتابع الأستاذ المؤطر كل خطوة بدقة، يصحح الأخطاء، ويوجه المتدربين نحو التفكير الإبداعي في التصميم والإنجاز. هذه العلاقة اليومية بين المؤطر والمتدرب تمنح الحرفة بعداً إنسانياً، يجعل الورشة فضاءً للتعلم والتجديد أكثر من كونها مجرد مكان للعمل.
ويُجمع المتدربون على أن تجربة التكوين في مجال النجارة منحتهم الثقة في النفس والقدرة على تحويل الأفكار إلى منتجات ملموسة. فهم يرون في الخشب مادة حيّة يمكن تشكيلها وإبداع أشكال جديدة منها، تحت إشراف أساتذة مخلصين يؤمنون بدورهم في بناء جيل من الحرفيين المهرة.
وتبقى النجارة داخل مراكز التكوين المهني مثالاً على التقاء الأصالة بالتطور، حيث تمتزج خبرة المؤطرين بروح الشباب، لتستمر هذه الحرفة الأصيلة في تأكيد حضورها كفنٍّ مغربيٍّ متجددٍ، يعبّر عن هوية الوطن وذوق أبنائه.




