القرار 2797… لحظة انتصار للحق المغربي

الوكالة

2025-11-01

رشيد خادم

لم تكن ليلة صدور القرار الأممي رقم 2797 مجرّد محطة دبلوماسية في مسار قضية الصحراء المغربية، بل تحوّلت إلى احتفال وطني عفوي عمّ أرجاء البلاد من طنجة إلى الكويرة. الشوارع ازدانت بالأعلام، الزغاريد دوّت في الأحياء، والنشيد الوطني صدح في المقاهي والسيارات، في مشهدٍ يلخّص عمق ارتباط المغاربة بأرضهم، وصدق إيمانهم بعدالة قضيتهم التي دافعوا عنها لما يقارب نصف قرن.

منذ اللحظات الأولى للإعلان عن القرار، امتلأت منصّات التواصل الاجتماعي بصور العلم المغربي ورسائل الفخر والاعتزاز. كان ذلك أكثر من تفاعل رقمي؛ كان تجسيدًا لوحدة وجدان، وإجماعًا على أن صوت المغرب — صوت الشرعية والحق — وصل أخيرًا إلى مسامع العالم، فأنصت له باحترام.

القرار الأممي الجديد لم يكن مجرّد تأكيد لموقف سابق، بل ترسيخٌ دولي لمبادرة الحكم الذاتي التي قدّمها المغرب كحلٍّ واقعي وجاد وذي مصداقية. لقد أثبت أن المجتمع الدولي بات يُدرك أن الصحراء ليست إلا امتدادًا طبيعيًا لتاريخ وهوية المملكة، وأن الدبلوماسية المغربية الهادئة استطاعت أن تنتصر بالحكمة والعقل على حملات التضليل والتشويش.

اليوم، والمغاربة يحتفلون بهذا المكسب التاريخي، يتجدّد العهد للوطن ولرايته الخفّاقة التي تجمع تحت ظلّها كل أبناء المغرب من الشمال إلى الجنوب. فليس غريبًا أن تدمع العيون حين ترفرف الأعلام، لأن حبّ الوطن في قلب المغربي ليس شعورًا عابرًا، بل عقيدة راسخة وولاء متجذّر في التاريخ والوجدان.

لقد صادق مجلس الأمن الدولي على القرار رقم 2797 بأغلبية 11 صوتًا مؤيدًا، مقابل 3 امتناعات، ودون أي اعتراض، في خطوة وُصفت بأنها انتصار للدبلوماسية المغربية ولنهج الواقعية والمسؤولية الذي يميّز مقاربة المملكة لقضية الصحراء.

بهذا القرار، يطوي المغرب فصلًا طويلًا من نزاع مفتعل، مسلّحًا بثقة العالم وعدالة قضيته، ومؤكدًا أن الوطن الذي يحبّه أبناؤه بصدق لا يُهزم، مهما طال الطريق ومهما اشتدت التحديات.