









اختفاء غامض لقارب على متنه 51 مهاجراً انطلق من سيدي إفني.. بينهم نساء وأطفال
الوكالة
2025-10-18

محمد البشيري
في حادث مأساوي جديد يعيد إلى الواجهة مأساة الهجرة غير النظامية، أفادت مصادر متطابقة أن زورقاً مطاطياً من نوع “زودياك” انطلق في الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء الماضي، حوالي الثالثة صباحاً، من سواحل سيدي إفني ، وعلى متنه 51 شخصاً ، من بينهم 3 فتيات، و5 نساء من جنسيات إفريقية، و3 أطفال صغار . الرحلة انطلقت في ظروف غامضة، دون تجهيزات سلامة كافية، وكان الهدف منها – وفق ما رجّحته المعطيات الأولية – الوصول إلى جزر الكناري الإسبانية عبر المحيط الأطلسي.
منذ تلك الليلة، انقطعت أخبار القارب ومصير ركابه بالكامل ، لتعيش عشرات الأسر حالة من القلق والترقب والحزن ، وهي تتنقل بين الموانئ ومراكز الدرك والشواطئ القريبة أملاً في العثور على أي أثر لأبنائها المفقودين.
وأكدت مصادر ميدانية أن فرق الإنقاذ التابعة للدرك الملكي والبحرية الملكية قامت بعمليات بحث مكثفة على طول السواحل الأطلسية الممتدة بين سيدي إفني وطرفاية ، غير أن الجهود لم تُسفر، إلى حدود الساعة، عن أي نتيجة ملموسة.
في المقابل، تفيد معطيات غير رسمية بان السلطات الإسبانية نفت تسجيل دخول أي مجموعة من المهاجرين بالمواصفات نفسها خلال الأيام الأخيرة، ما زاد من غموض الحادث وعمّق مأساة العائلات التي تطالب اليوم بتدخل عاجل من السلطات المغربية لتكثيف عمليات البحث والتنسيق الميداني مع الجانب الإسباني، من أجل تحديد مكان القارب أو معرفة مصير ركابه.
مصادر حقوقية ناشطة في مجال الهجرة أكدت أن هذا الحادث ليس معزولاً، بل يعكس تصاعد موجات الهجرة السرية عبر “طريق الموت” الأطلسي الذي بات يحصد أرواح العشرات شهرياً، في ظل غياب حلول واقعية لمعالجة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع الشباب إلى ركوب المجهول.
العائلات المكلومة، التي ما تزال تنتظر خبراً يبدّد صمت البحر، تطالب الجهات المختصة بالكشف عن الحقيقة وتحديد المسؤوليات ، وتؤكد أن الانتظار الطويل يضاعف الألم ويقود إلى فقدان الأمل في النجاة.
وفي انتظار نتائج البحث، يبقى السؤال الموجع مطروحاً : أين اختفى قارب الـ51 روحاً الذي أبحر من سيدي إفني؟ وهل ما زال في عرض البحر يصارع الأمواج، أم أن المحيط ابتلع حلماً جديداً بالعبور؟




