









أنقذوا مدينة بنسليمان من كارثة بيئية صامتة
الوكالة
2025-08-06

محمد البشيري – وكالة الأنباء المغربية
في بيان ناري صدر عن حزب النهضة والفصيلة، دقّ الحزب ناقوس الخطر بشأن التدهور البيئي المتسارع الذي تشهده مدينة بنسليمان، محذرًا من “كارثة صامتة” تتهدد المدينة وساكنتها في ظل غياب أي تصور استراتيجي أو تدخل فعّال من المجلس الجماعي.
وكانت بنسليمان، أو ما دأب أبناء الشاوية على تسميتهـا بـ”إفران الشاوية”، تمثل لعقود إحدى العلامات النادرة على التوازن بين الامتداد الحضري والمحافظة على البيئة. غير أن هذا التوازن الهش بدأ يتلاشى بشكل مقلق، بفعل تراكم اختلالات بنيوية في تدبير الشأن البيئي المحلي، وعلى رأسها ملف النفايات الصلبة وتدبير الفضاءات العامة.
وباتت النقط السوداء التي تتناسل داخل الأحياء السكنية ومحيط المؤسسات، مشاهد يومية مخجلة، لا تليق بمدينة لطالما تغنّى بها السكان والزوار كمجال أخضر وفضاء للاستجمام. ما يحدث اليوم من تحويل للحدائق العمومية إلى مطارح عشوائية، ومن توسيع لمظاهر التلوّث البصري والروائح الكريهة، ليس سوى **انعكاس صارخ لحالة فراغ تدبيري وغياب رؤية استراتيجية لدى المجلس الجماعي.
وإذا كان الحزب يُقدّر، بموضوعية، بعض المبادرات المتفرقة التي تبادر بها السلطات المحلية – رغم محدودية الموارد – فإن المسؤولية السياسية والمؤسساتية تقع بالدرجة الأولى على المجلس الجماعي، الذي اختار موقع المتفرّج، إما بعجز تقني أو بصمت سياسي، إزاء تدهور بيئي متسارع يُهدّد الصحة العامة ويقوّض جودة العيش الحضري.
وفي هذا السياق، يدعو حزب النهضة والفصيلة المصالح المركزية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، إلى التدخل العاجل وفتح تحقيق معمق حول أوجه التقصير في تدبير القطاع البيئي ببنسليمان، بما في ذلك مراجعة نجاعة الشراكات المفترضة مع شركات التدبير المفوض ومدى التزامها بكناش التحملات.
وأضاف البيان أن الأمر لم يعد يتعلق بمشكل نظافة عابر، بل نحن أمام أزمة بنيوية تمس جوهر الحق في بيئة سليمة وآمنة، كما يكفلها الدستور المغربي وتقرّها المواثيق الدولية ذات الصلة. إن تفاقم الوضع البيئي الحالي لا يُهدّد فقط الصحة العامة، بل يُصادر صورة المدينة، ويُفقدها هويتها المجالية ورأسمالها الرمزي.
وختم الحزب بيانه بلهجة صارمة:
“بنسليمان ليست مزبلة، بل مجالٌ ترابيٌّ للعيش المشترك، يستحق الاحترام.> فلتتوقف سياسة الهروب إلى الأمام. ولتُفعّل آليات المحاسبة. وكفى من تطبيع المؤسسات مع الكارثة.”؟





