وثيقة الاستقلال: منارة قيمية للجيل الجديد نحو الديمقراطية والتواصل الوطني

الوكالة

2025-01-27

بدر قلاج _ مراكش

في إطار الاحتفالات بالذكرى التاريخية لصدور وثيقة 11 يناير 1944، نظم مركز بن رشد الوطني للدراسات الفلسفية بالتعاون مع مجلس مقاطعة جليز وجمعية الكتبيين الحرفيين مراكش ندوة تحت شعار “أي أثر لقيم وثيقة الاستقلال على شبابنا”. عقدت هذه الندوة يوم السبت 25 يناير 2025 بمجلس مقاطعة جليز بشارع محمد السادس في مراكش، لتسليط الضوء على الأبعاد الفلسفية والعملية لوثيقة الاستقلال ودورها في بناء قيم الديمقراطية والتواصل الوطني بين الأجيال.

لقد كانت وثيقة 11 يناير 1944 بمثابة حجر الزاوية في مسيرة نضال الشعب المغربي نحو الحرية والاستقلال. وكانت هذه الوثيقة بمثابة إعلان عميق عن وحدة الإرادة الوطنية والرفض القاطع للاستعمار، بالإضافة إلى تشديدها على أهمية الحقوق السياسية والحريات المدنية. اليوم، وبعد مرور أكثر من 80 عامًا على توقيع هذه الوثيقة التاريخية، لا يزال لها تأثيرات مباشرة على تشكيل وعي الشعب المغربي، وخاصة الشباب الذين يعتبرون اليوم حاملين لقيمها ومبادئها.
الندوة كانت فرصة لتسليط الضوء على الأثر الكبير لقيم وثيقة الاستقلال في تكوين الهوية الوطنية للشباب، وكيفية تأصيل مفهوم الديمقراطية والمشاركة السياسية في تفكيرهم وسلوكهم. المشاركون في الندوة ناقشوا كيف يمكن للجيل الجديد الاستفادة من المبادئ التي قامت عليها الوثيقة، من خلال تعزيز الحوار الديمقراطي والتواصل المستمر بين مختلف فئات المجتمع.
الباحثون والمفكرون الذين شاركوا في الندوة قدموا رؤى متعددة حول كيفية إحياء هذه القيم في سياق العصر الحالي، خاصة في ظل التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه البلاد. إذ اعتبروا أن وثيقة الاستقلال تمثل أكثر من مجرد حدث تاريخي؛ فهي دليل عملي يعكس الرغبة في بناء دولة قوية ومزدهرة تقوم على أسس من العدالة والمساواة.
من خلال الحوار والنقاش الذي ساد في الندوة، برزت فكرة أساسية مفادها أن الشباب المغربي مطالب اليوم ليس فقط بالاعتزاز بتاريخ وثيقة الاستقلال، بل أيضاً بالاستمرار في الدفاع عن المبادئ التي ناضل من أجلها أسلافهم، وعلى رأسها الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. إن هذه القيم تشكل الأساس لأي مجتمع ديمقراطي قادر على التقدم والتطور.
وفي الختام، أكدت الندوة على أهمية تعزيز الثقافة السياسية لدى الشباب وتزويدهم بالأدوات اللازمة لفهم واستيعاب الوثيقة كمرجعية تاريخية وقيمية. فالشباب اليوم هم المسؤولون عن نقل شعلة الاستقلال والمساهمة في تعزيز روح الديمقراطية التي حملتها وثيقة 11 يناير 1944.

تصنيفات