









موسم زاوية الولي الصالح “بلاو” بتفاريتي: تجديد للبيعة وتعزيز للهوية الوطنية في مواجهة مناورات الانفصال
الوكالة
2025-02-09

متابعة _ حنان معيزي
احتضنت جماعة تفاريتي فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية الولي الصالح “بلاو”، وسط حضور رسمي وازن تقدمه عامل صاحب الجلالة على إقليم السمارة، السيد إبراهيم بوتوميلات، مرفوقًا بوفد يضم منتخبين محليين، ومسؤولين مدنيين وعسكريين، بالإضافة إلى شخصيات دينية وثقافية بارزة. ويعتبر هذا الموسم الديني حدثًا سنويًا ذا أهمية روحية وثقافية كبيرة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث يجتمع حوله أبناء القبائل الصحراوية المغربية تخليدًا لذكرى الولي الصالح بلاو، الذي يرقد جثمانه بمنطقة ربيب بلاو.
تعد زاوية سيدي بلاو واحدة من أبرز الزوايا الروحية في الصحراء المغربية، لما تحمله من رمزية دينية وتاريخية متجذرة في الوجدان الصحراوي، إذ لطالما كانت مركزًا لنشر القيم الدينية السمحة والتقاليد الأصيلة التي تعزز الوحدة الوطنية بين مختلف القبائل.
انطلقت فعاليات الموسم بقراءة الفاتحة عند ضريح الولي الصالح، في أجواء مفعمة بالخشوع والسكينة. تلتها جلسات تلاوة للقرآن الكريم وابتهالات دينية جماعية، رفعتها حناجر الحاضرين، تعبيرًا عن ارتباطهم القوي بالقيم الروحية والدينية. كما تخللت المناسبة مدائح نبوية شريفة وقصائد صوفية، أبرزت الطابع الديني العريق للزاوية، والتي تُعدّ مركز إشعاع ديني يجمع بين مختلف القبائل الصحراوية في جو من المحبة والتآخي.
لم يقتصر الحدث على الجانب الروحي فقط، بل كان فرصة لتعزيز التنمية المحلية، حيث تم الإعلان عن مشروع تعبيد الطريق الجديدة التي ستربط مدينة السمارة بزاوية سيدي بلاو. هذا المشروع يُعد خطوة استراتيجية تهدف إلى تحسين البنية التحتية في المنطقة، وتسهيل حركة التنقل سواء للسكان المحليين أو للزوار الذين يتوافدون على الزاوية من مختلف أنحاء المغرب، ما يعكس التزام الدولة بتطوير الأقاليم الجنوبية في إطار نموذج تنموي متكامل.
في ظل التحديات التي تفرضها مناورات جبهة البوليساريو الانفصالية، جاء تنظيم هذا الموسم ليؤكد مرة أخرى أن أبناء الصحراء المغربية متمسكون بوحدتهم الترابية وولائهم الدائم للعرش العلوي المجيد. فقد عبّر الحاضرون عن موقف وطني موحد، جسّدوه من خلال ترديد شعارات وهتافات تؤكد مغربية الصحراء واستعدادهم الكامل للدفاع عنها تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.
وفي هذا السياق، أظهرت الفعالية قوة الانتماء الوطني والتشبث بالهوية المغربية، رغم المحاولات المتكررة للتشويش على استقرار المنطقة. الحضور الواسع لمختلف مكونات المجتمع الصحراوي، من شيوخ القبائل وشبابها ونسائها، عكس رفضًا قاطعًا لمخططات الانفصال وأكد أن الروابط بين الصحراء وباقي ربوع الوطن أقوى من أي محاولة للتمزيق أو التشكيك.
اختُتمت فعاليات الموسم برسائل واضحة تؤكد أن الصحراء جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية، وأن أهلها يقفون صفًا واحدًا خلف الملك محمد السادس في كل ما يتعلق بالدفاع عن الوحدة الترابية. كما جسد الحاضرون من خلال مشاركتهم في هذا الحدث التزامهم بمواصلة السير في درب التنمية والاستقرار، في ظل المشاريع التنموية الكبرى التي تعرفها الأقاليم الجنوبية.
مرة أخرى، أثبت موسم زاوية الولي الصالح “بلاو” أن أبناء الصحراء المغربية، رغم كل التحديات، يظلون أوفياء لوطنهم، مستعدين للدفاع عنه بكل ما أوتوا من قوة، ومؤمنين بأن مستقبلهم مرتبط بوحدة المغرب واستقراره.




