مراد السلام.. صوت الغرب الذي يهز أوتار العيطة بين المحلِّي والعالمي

الوكالة

2025-03-12

بدر قلاج/

في مشهد الفن الشعبي المغربي، حيث تتشابك الأنغام مع الحكايات، يبرز اسم مراد السلام كأحد الأسماء التي أعادت صياغة العيطة برؤية جديدة، متجذرة في التراث وممتدة نحو آفاق أكثر رحابة.

من أحياء سيدي قاسم إلى منصات المهرجانات الوطنية، استطاع هذا الفنان أن يجعل من صوته جسرًا بين الجذور العميقة للغرب المغربي والطموح الذي يحدوه إلى العالمية.

بدأت رحلة مراد السلام من الأعراس والحفلات، تلك الفضاءات التي تُختبر فيها أصالة الفنان وقدرته على ملامسة الوجدان الشعبي، ليشقّ طريقه بثبات نحو المهرجانات الوطنية، ممثلًا مدينة سيدي قاسم ومنطقة الغرب، برفقة مدير أعماله خالد دليمي.

وإذا كانت العيطة فنًّا متشعّب الطبقات، يحمل في طيّاته صدى المقاومة والحب والحنين، فإن مراد السلام استطاع أن يُعيد رسم ملامحها بصوته القوي، وأدائه الذي يجمع بين الإتقان والإحساس العميق.

لكن السؤال الأهم: هل يستطيع فنان شعبي، بدأ من حفلات الأعراس، أن يحمل العيطة إلى المنصات الدولية؟ هذا هو الرهان الذي يضعه مراد السلام نصب عينيه، ساعيًا إلى تقديم العيطة ليس كفنٍّ محليٍّ فحسب، بل كتراث إنساني قادر على التفاعل مع الثقافات المختلفة.

فالعالمية ليست مجرد حضور على خشبات المسارح الخارجية، بل هي القدرة على جعل التراث المحلي خطابًا كونيًّا، يُخاطب الوجدان الإنساني أينما كان.
في النهاية، يظل مراد السلام تجربة فنية تستحق التوقف عندها، فهي ليست فقط قصة فنان يشق طريقه نحو النجومية، بل هي أيضًا مرآة تعكس تطور العيطة وانتقالها من حيزها التقليدي إلى أفق أكثر شمولًا.

فهل يكون هذا الصوت القادم من الغرب المغربي قادرًا على أن يكون سفيرًا للعيطة في المحافل الدولية؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن هذا الفنان يحمل في صوته صدى ماضٍ أصيل وطموح مستقبل لا حدود له.

تصنيفات