لحسن إيفنا.. فاعل جمعوي بحجم مؤسسة وتكريم مستحق لمسيرة من العطاء

الوكالة

2025-02-24

بقلم: الكاتب الصحفي إدريس محبوب

أن تلتقط صورة مميزة تجذب الناظرين وتنال إعجابهم، فهذا يتطلب موهبة، احترافية، وحسن اختيار اللحظة المناسبة. وقد تجسدت هذه العناصر في صورة استثنائية، لاقت استحسانًا واسعًا داخل المركز الاجتماعي “هاجر” بسيدي مومن، الدار البيضاء، حيث احتضن هذا الفضاء حفلًا ثقافيًا وفنيًا واجتماعيًا متميزًا بمناسبة رأس السنة الأمازيغية في يناير المنصرم، وهو الحدث الذي شهد تكريم الفاعل الجمعوي البارز الأستاذ لحسن إيفنا، الذي شكل على مدى سنوات رمزًا للعطاء والتفاني في خدمة المجتمع.

هذه الصورة، التي التقطتها الصحفية فاطمة الزهراء أوزوكات من وكالة الأنباء المغربية، لم تكن مجرد لقطة عادية، بل عملًا بصريًا يجسد معاني الامتنان والتقدير. وما زادها عمقًا، هو طبيعة الهدية التي قُدمت للأستاذ لحسن إيفنا، وهي “الخنجر”، الذي حمل رمزية ثقافية واجتماعية عميقة، جسدتها الطريقة التي أمسك بها الرجل الهدية، بابتسامة معبرة ونظرة متأملة، وكأنه يدرك جيدًا ما تعنيه هذه الهدية في السياق الثقافي المغربي.

الخنجر ليس مجرد قطعة تراثية، بل هو رمز للأصالة والمكانة الرفيعة داخل المجتمع المغربي، وهي ذات القيم التي يتمثلها الأستاذ لحسن إيفنا في مسيرته العملية والجمعوية. فقد جاء هذا الإهداء من شخصية تعرفه جيدًا وتعي تمامًا العلاقة الوثيقة بينه وبين هذا الرمز، حيث يجمعهما حب التراث المغربي والالتزام بالقيم النبيلة.

لم يكن التكريم فقط لشخص الأستاذ إيفنا، بل كان احتفاءً بمسيرة طويلة من البذل والعطاء، وهو ما يفسر الامتزاج الرائع بين مشاعر الفرح والفخر، التي ارتسمت على ملامحه وهو يتلقى الهدية.

الأستاذ لحسن إيفنا ليس مجرد اسم في عالم العمل الجمعوي، بل هو شخصية محورية في سيدي مومن، حيث يُشرف على تسيير “منتدى المبادرات الجمعوية”، الذي تحول إلى فضاء مفتوح لكل محتاج وطامح. فهو بمثابة “زاوية اجتماعية”، يقصدها الجميع، من أطفال يحتاجون إلى دروس الدعم والتقوية، شباب يسعون إلى تحقيق طموحاتهم، ونساء يبحثن عن حلول لمشاكلهن الاجتماعية.

اللافت في الأمر، أن كل من يدخل هذا الفضاء، سواء تحقق له مطلبه أم لا، يغادره ممتنًا لما لقيه من حسن الاستقبال وصدق التعامل، وهذا ما جعل المنتدى نموذجًا للعمل الجمعوي الصادق، الذي يقوم على الكرم في العطاء والصدق في المعاملة.

في الوقت الذي يحظى فيه البعض بالتكريم والإشادة لمجرد أدوار شكلية، هناك رجال يعملون بصمت، يسهرون على خدمة المجتمع دون انتظار مقابل أو أضواء. تكريم الأستاذ لحسن إيفنا في هذا الحفل، لم يكن فقط عرفانًا بمجهوداته، بل كان تذكيرًا بضرورة الالتفات إلى مثل هذه الشخصيات، التي تبني جسور الأمل وتساهم في تحسين حياة الناس.

فهل آن الأوان لإنصاف هؤلاء الرجال، الذين يشكلون الركيزة الحقيقية للنسيج الجمعوي؟ وهل يستحقون فقط تكريمًا رمزيًا، أم أن المجتمع مطالب بتقديم دعم أكثر استدامة لأمثالهم؟

يبقى الأستاذ لحسن إيفنا نموذجًا للفاعل الجمعوي الذي يعمل بإخلاص ونكران ذات، واستحق بذلك حب الناس، وهو أكبر تكريم يمكن أن يحظى به الإنسان. فحب الناس، كما يقول المثل، نعمة من الله لا تُشترى بالمال ولا بالمناصب.

وإلى لقاء قادم مع شخصية أخرى، تضيء المجتمع المغربي بعطائها وإخلاصها.

تصنيفات