عامل إقليم الجديدة والتفاعل مع الإرث الوطني: مبادرة جريئة لصيانة الذاكرة التاريخية

الوكالة

2025-02-01

مراد مزراني _ الجديدة

في خطوة تعكس إحساسًا وطنيًا عميقًا وغيرة صادقة على الإرث التاريخي الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، قام عامل إقليم الجديدة بزيارة ميدانية مفاجئة إلى النصب التذكاري للمغفور له الملك محمد الخامس، وذلك للوقوف عن كثب على التدهور الذي طال هذا المعلم الوطني، رغم المقالات العديدة التي نبهت إلى حالته المتردية والنداءات المتكررة لإنقاذه من الإهمال.

لم تكن هذه الزيارة مجرد إجراء بروتوكولي أو رد فعل رسمي، بل جاءت كتعبير عن وعي عميق بأهمية الحفاظ على الموروث الوطني، الذي يجسد مرحلة مهمة من تاريخ المغرب المرتبط بالنضال من أجل الحرية والاستقلال. فالنصب التذكاري ليس مجرد معلم معماري، بل رمزٌ لوحدة الأمة وتضحياتها، ويعكس ارتباط المغاربة بملكهم الراحل محمد الخامس، الذي كان قائدًا ورمزًا لمقاومة الاستعمار.

يُعد التفاعل السريع للسيد العامل رسالة قوية مفادها أن صيانة الرموز الوطنية ليست مجرد خيار، بل التزامٌ ثابت وواجبٌ أخلاقي. كما يعكس هذا التحرك روح المسؤولية والوفاء لمبادئ العرش العلوي المجيد، الذي كان ولا يزال حاميًا للهوية المغربية ومقدساتها.

ومن خلال هذه المبادرة، يؤكد عامل الإقليم على ضرورة إدراج المعالم التاريخية ضمن أولويات التنمية المحلية، ويدعو إلى تحمل جميع الجهات المعنية لمسؤولياتها، سواء على مستوى السلطات المحلية أو المصالح المختصة في التراث الوطني أو المجتمع المدني، من أجل إنقاذ المعالم ذات البعد الرمزي والتاريخي من التهميش والإهمال.

إن التدخل الفوري لمعالجة وضعية النصب التذكاري يعكس التزامًا حقيقيًا بصون الذاكرة الجماعية للمغاربة، وضمان استمرارية رمزية النضال والاستقلال التي يجسدها هذا المعلم الوطني. كما أنه يشكل خطوة نحو تعزيز الوعي التاريخي لدى الأجيال القادمة، عبر إعادة الاعتبار للأماكن التي تحكي صفحات مشرقة من تاريخ المغرب.

إن الحفاظ على المعالم التاريخية ليس مجرد صيانة للبنايات أو إعادة تأهيل للفضاءات، بل هو رهان على المستقبل، حيث أن حماية هذه المعالم تعني ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز الشعور بالانتماء.

ويبعث هذا التحرك برسالة أمل بأن الرموز الوطنية ستظل حاضرة في وجدان المغاربة، وأن العناية بالإرث التاريخي ستظل في صلب اهتمامات المسؤولين الذين يدركون أهمية صون الهوية الوطنية، حفاظًا على الذاكرة الجماعية للأمة المغربية.

تصنيفات