









صناعة الدفاع.. المغرب حاضنة استراتيجية للشركات الهندية نحو الأسواق الأخرى
الوكالة
2025-03-24

أكد السفير المغربي في نيودلهي، محمد مالكي، أن المغرب يمثل منصة محورية للشركات الهندية الراغبة في التوسع نحو الأسواق العالمية، خاصة في قطاع الدفاع. وأوضح، في حوار مع مجلة “إنديا أند ذي وورلد”، أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة واتفاقياتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة تجعلها وجهة متميزة للاستثمارات الهندية، وهو ما يتجلى في اختيار شركة “تاتا أدفانس سيستيمز” للمغرب كموقع لأول مصنع لصناعة الدفاع خارج الهند، تأكيداً على قدرة المملكة على الامتثال للمعايير الدولية في هذا المجال.
وأشار الدبلوماسي إلى أن المغرب يشهد تطوراً ملحوظاً في صناعة الدفاع، حيث يمكن للهند أن تلعب دوراً رئيسياً، نظراً لريادتها في هذا القطاع وقدرتها على تقديم حلول تنافسية. وأبرز أن هذا التعاون يتجاوز قطاع الدفاع ليشمل مجالات أخرى استراتيجية، مستحضراً التطور اللافت للعلاقات المغربية الهندية منذ زيارة الملك محمد السادس إلى نيودلهي عام 2015، والتي شكلت نقطة تحول نحو شراكة استراتيجية تشمل الأمن السيبراني، والاستكشاف الفضائي، والأمن البحري، ومكافحة الإرهاب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، سجل مالكي النمو الملحوظ في المبادلات التجارية، حيث ارتفع حجمها من 1.2 مليار دولار عام 2015 إلى 4.2 مليار دولار في 2023، رغم المسافة الجغرافية والاختلافات اللغوية. وتشمل هذه المبادلات منتجات استراتيجية مثل الفوسفاط، الأسمدة، المعدات الكهربائية، مكونات السيارات، والصلب، مما يعكس تنوع التعاون بين البلدين. كما شهدت الاستثمارات الهندية في المغرب نمواً كبيراً، إذ ارتفع عدد الشركات الهندية العاملة فيه من 13 شركة عام 2015 إلى أكثر من 46 في 2025، فيما تتعامل حوالي 200 شركة هندية بشكل غير مباشر مع السوق المغربية.
وفي قطاع السيارات، أكد السفير أن المغرب بات نموذجاً ناجحاً بفضل احتضانه لمجموعة من الشركات الهندية المتخصصة في مكونات السيارات، ما ساهم في انتقاله إلى المرتبة الأولى إفريقياً في تصدير السيارات خلال فترة وجيزة. وأضاف أن الإنتاج المغربي تجاوز 700 ألف سيارة سنوياً مع توقعات ببلوغ مليون وحدة قريباً، في ظل نسبة إدماج محلي تفوق 65 بالمائة، مشيراً إلى تطوير أول سيارة مغربية بالكامل ومركبة هيدروجينية تعتمد على كبسولات قابلة لإعادة الشحن، ما يعكس توجه المغرب نحو حلول مبتكرة في مجال الطاقة النظيفة.
وشدد على أن البنية التحتية الحديثة، التي شهدت تطوراً كبيراً خلال العقد الماضي، تتيح للمغرب تعزيز مكانته الصناعية، حيث تم تصميم الموانئ المغربية لدعم قطاعات الطاقة، النقل، التجارة، والصناعات الثقيلة. كما يوفر قطاع الطاقات المتجددة آفاقاً واعدة للتعاون بين البلدين، خصوصاً في إطار التحالف الدولي للطاقة الشمسية، حيث يمكن للمغرب والهند تنسيق جهودهما لدعم التنمية في إفريقيا من خلال نقل التكنولوجيا والتحديث الصناعي.
وعلى المستوى الثقافي، أشار السفير إلى أن العلاقات المغربية الهندية تتجاوز الشراكة الاقتصادية والصناعية لتشمل الجانب الثقافي، مشيداً بالروابط العميقة بين الشعبين، والتي تجسدت من خلال الاحتفال بالذكرى المئوية للسينما الهندية وتكريم نجومها البارزين مثل أميتاب باتشان وشاه روخ خان. وختم بالتأكيد على أن هذا التقارب الثقافي، المبني على قيم مشتركة، يسهم في تعزيز التفاهم المتبادل وترسيخ السلام والاستقرار على المستوى الدولي.




