









شباب دوار مزياز في الحسيمة يواجهون العزلة بأيدهم وسط غياب المسؤولين
الوكالة
2025-03-22

متابعة _ يوسف بكاري
في وقت يعاني فيه دوار مزياز التابع لجماعة عبد الغاية السواحل بإقليم الحسيمة من تهميش واضح، قرر شباب الدوار أن يرفعوا شعار “التغيير يبدأ من هنا” ويشمروا عن سواعدهم لتحسين وضعهم الذي طالما أرهقهم. فقد أصبحت الطريق الوحيدة التي تربط الدوار بالعالم الخارجي تمثل معاناة حقيقية للمواطنين، خاصة في فصل الشتاء، حينما يتفاقم الوضع بسبب تراكم المياه وتدهور حالة الطريق التي لم تعد صالحة للتنقل.
هذه الطريق التي كانت في السابق مسلكًا رئيسيًا إلى المنطقة أصبحت اليوم تشكل عائقًا كبيرًا أمام التنقلات اليومية، مما يزيد من عزلة الدوار. ورغم العديد من الشكاوى التي رفعها السكان إلى الجهات المعنية عبر السنوات، لم يتحقق أي تدخل ملموس لتحسين الوضع أو إصلاح الطريق.
وفي غياب الحلول الرسمية، قرر شباب دوار مزياز أن يتحملوا مسؤولية تحسين وضعهم بأنفسهم. فبدون انتظار أي دعم حكومي، بدأوا في استخدام وسائل وتقنيات تقليدية لإصلاح الطريق، متجاوزين صعوبات مالية ومادية كبيرة. من خلال هذه المبادرة، حاولوا رفع العزلة التي فرضها الإهمال عليهم، وأعادوا الأمل في إمكانية إحداث التغيير بجهودهم الذاتية.
لقد لاقت هذه الخطوة استحسانًا كبيرًا من قبل سكان الدوار الذين عبروا عن تقديرهم العميق للمبادرة، وأشادوا بالعزيمة التي أظهرها الشباب رغم قلة الإمكانيات وصعوبة الظروف. سكان دوار مزياز أملهم كبير في أن تساهم هذه المبادرة في تحفيز المسؤولين على القيام بواجباتهم، والعمل على تحسين بنية المنطقة التحتية بشكل عام، بما يساهم في رفع المعاناة اليومية التي يعيشها السكان.
وفي ظل هذا الغياب المطبق للدعم الحكومي أو أي تدخل من السلطات المحلية، يظل الأمل قائمًا في أن تحظى هذه المبادرة باهتمام الجهات المعنية وأن تجد استجابة سريعة لتحسين أوضاع سكان دوار مزياز. إذ أن هذا العمل الجماعي، رغم محدوديته، يمثل خطوة مهمة نحو تحسين الظروف المعيشية في المنطقة، ويُظهر أن المواطن في كثير من الأحيان يصبح الحل الأول والأخير في مواجهة التحديات التي تفرضها الحياة في مناطق نائية.




